نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 122
وقد فسر الإمام علي ( عليه السلام ) قوله تعالى بفعله الذي ينشئه ويمثله ، حيث قال : " يقول لمن أراد كونه كن فيكون ، لا بصوت يقرع ، ولا بنداء يسمع ، وإنما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثله " . ( 1 ) فتحصل بذلك ، أن كلامه سبحانه في القرآن لا ينحصر في الكلام اللفظي ، كما لا يكون منحصرا في الكلام الفعلي ، بل هناك قسمان آخران سميا بالكلام ، أحدهما : الوحي ، وثانيهما : قضاؤه تعالى وحكمه ، نعم يمكن إرجاع هذين القسمين إلى الكلام الفعلي ، بلحاظ أن الإيحاء والقضاء أيضا من أفعاله سبحانه . وبذلك يظهر أن الصواب من الآراء المتقدمة هو نظرية الحكماء ، وأما نظرية المعتزلة فهي غير منطبقة على جميع مصاديق كلامه سبحانه وإنما هو قسم قليل منه . وأما نظرية الأشاعرة فليس له أثر في الكتاب العزيز . فالمعتزلة أصابوا في جهة وأخطأوا في جهة أخرى ، أصابوا في جعلهم كلامه تعالى من صفات أفعاله سبحانه وأخطأوا في حصره في الكلام اللفظي . ولكن الأشاعرة أخطأوا في جهتين : في حصر الكلام الفعلي بالكلام اللفظي ، وفي ادعاء قسم آخر من كلام سموه بالكلام النفسي وجعلوه وصفا ذاتيا له تعالى . إلى هنا تم الكلام في تفسير حقيقة كلامه تعالى وتحليل الآراء المطروحة في هذا المجال .
1 . نهج البلاغة : الخطبة 186 .
122
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 122