نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 101
ثم إن الملاك المتقدم وإن كان موجودا في المشمومات والمذوقات والملموسات ، فإنها أيضا حاضرة لديه سبحانه كالمسموعات والمبصرات ، لكن لما كان إطلاق هذه الأسماء ملازما للمادة والإحساس في أذهان الناس ، لم يصح إطلاق اللامس والذائق والشام عليه . ومن الغايات التي يرشد إليها الذكر الحكيم في مقام التوصيف بالسميع والبصير هو إيقاف الإنسان على أن ربه سميع يسمع ما يتلفظه من كلام ، بصير يرى كل عمل يصدر منه فيحاسبه يوما حسب ما سمعه ورآه . ثم إن بعض المتكلمين قد عد الإدراك من صفاته تعالى والمدرك - بصيغة الفاعل - من أسمائه ، تبعا لقوله سبحانه : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) . ( 1 ) ولا شك أنه سبحانه - بحكم الآية الشريفة - مدرك ، لكن الكلام في أن الإدراك هل هو وصف وراء العلم بالكليات والجزئيات ؟ أو هو يعادل العلم ويرادفه ؟ أو هو علم خاص ؟ والأقرب هو الأخير وهو العلم بالموجودات الجزئية العينية ، فإدراكه سبحانه هو شهود الأشياء الخارجية ووقوفه عليها وقوفا تاما . قال سبحانه : ( أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد ) . ( 2 )
1 . الأنعام : 103 . 2 . فصلت : 53 .
101
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 101