responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 100


القول بطروء التغير على علمه سبحانه إثر طروء التغير على الموجودات العينية ، فإن التغير الممتنع على علمه إنما هو العلم الموصوف بالعلم الذاتي ، وأما العلم الفعلي أي العلم في مقام الفعل ، فلا مانع من تغيره كتغير فعله ، فإن العلم في مقام الفعل لا يعدو عن كون نفس الفعل علمه لا غير .
2 . إدراك الجزئيات يحتاج إلى آلة إن إدراك الجزئيات يحتاج إلى أدوات مادية وآلات جسمانية ، وهو سبحانه منزه عن الجسم ولوازمه الجسمانية .
والجواب عن هذه الشبهة واضح ، فإن العلم بالجزئيات عن طريق الأدوات المادية إنما هو شأن من لم يحط الأشياء إحاطة قيومية ، ولم تكن الأشياء قائمة به حاضرة لديه ، كالإنسان في علمه الحصولي بالجزئيات الخارجية ، فإن علمه بها لما كان عن طريق انتزاع الصور بوسيلة الأدوات الحسية كان إدراك الجزئيات متوقفا على تلك الأدوات ، وأما الواجب عز اسمه فلما كان علمه عن طريق إحاطته بالأشياء وقيامها به قياما حقيقيا فلا يتوقف علمه بها على الأدوات وإعمالها .
تكملة قد ورد في الشريعة الإسلامية الحقة توصيفه تعالى بالسمع والبصر وعد السميع والبصير من أسمائه سبحانه ( 1 ) والحق أن سمعه وبصره تعالى ليسا وصفين يغايران وصف العلم ، إنما المغايرة بلحاظ المفهوم لا من حيث الحقيقة والمصداق ، فقد عرفت أن جميع العوالم الإمكانية حاضرة لديه سبحانه ، فالأشياء على الإطلاق ، والمسموعات ، والمبصرات خصوصا ، أفعاله سبحانه ، وفي الوقت نفسه علمه تعالى .


1 . إنه سبحانه وصف نفسه بالبصير 42 مرة ، وبالسميع 41 مرة في الكتاب العزيز .

100

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست