responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الاعتقادات نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 410


إن الله سبحانه وتعالى أمكنه أن يعمر نوحا هذا العمر ، أمكنه أن يبقي خضرا في هذا العالم هذه المدة ، أمكنه سبحانه وتعالى أن يبقي عيسى في العالم الآخر هذه المدة ، الذي هو من ضروريات عقائد المسلمين ، ومن يمكنه أن ينكر وجود عيسى ؟ ! وأيضا : في رواياتهم هم يثبتون وجود الدجال الآن ، يقولون بوجوده منذ ذلك الزمان ، فإذا تعددت الأفراد ، وتعددت المصاديق ، وتعددت الشواهد ، يقل الاستبعاد يوما فيوما ، وهذه الاكتشافات والاختراعات التي ترونها يوما فيوما تبدل المستحيلات إلى ممكنات ، فحينئذ ليس لسعد التفتازاني وغيره إلا الاستبعاد ، وقد ذكرنا أن الاستبعاد يزول شيئا فشيئا .
يمثل بعض علمائنا ويقول : لو أن أحدا ادعى تمكنه من المشي على الماء ، يكذبه الحاضرون ، وكل من يسمع هذه الدعوى يقول : هذا غير ممكن ، فإذا مشى على الماء وعبر النهر مرة يزول الاستغراب أو الاستبعاد من السامعين بمقدار هذه المرة ، فإذا كرر هذا الفعل وكرره وكرره أصبح هذا الفعل أمرا طبيعيا وسهل القبول للجميع ، حينئذ هذا الاستبعاد يزول بوجود نظائر ذلك .
إلا أن ابن تيمية ملتفت إلى هذه الناحية ، فيكذب أصل حياة الخضر ويقول : بأن أكثر العلماء يقولون بأن الخضر قد مات ، فيضطر إلى هذه الدعوى ، لأن هذه النظائر إذا ارتفعت رجع الاستبعاد مرة أخرى .
لكنك إذا رجعت مثلا إلى الإصابة لابن حجر العسقلاني [1] لرأيته يذكر الخضر من جملة الصحابة ، ولو رجعت إلى كتاب تهذيب الأسماء واللغات للحافظ النووي [2] الذي هو من علماء القرن السادس أو السابع يصرح بأن جمهور العلماء على أن الخضر حي ، فكان الخضر حيا إلى زمن النووي ، وإذا نزلت شيئا فشيئا تصل إلى مثل القاري في



[1] الإصابة 2 / 114 - 115 - دار الكتب العلمية - بيروت .
[2] تهذيب الأسماء واللغات 1 / 176 رقم 147 - دار الكتب العلمية - بيروت .

410

نام کتاب : محاضرات في الاعتقادات نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست