responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الاعتقادات نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 397


" من مات ولم يعرف " ، لا بد وأن تكون المعرفة هذه بمعنى الاعتقاد أو مقدمة للاعتقاد ، " من مات ولم يعرف " أي : من مات ولم يعتقد بإمام زمانه ، لا مطلق إمام الزمان ، بإمام زمانه الحق ، بإمام زمانه الشرعي ، بإمام زمانه المنصوب من قبل الله سبحانه وتعالى .
" من مات ولم يعرف إمام زمانه " بهذه القيود " مات ميتة جاهلية " ، وإلا لو كان المراد من إمام الزمان أي حاكم سيطر على شؤون المسلمين وتغلب على أمور المؤمنين ، لا تكون معرفة هكذا شخص واجبة ، ولا يكون عدم معرفته موجبا للدخول في النار ، ولا يكون موته موت جاهلية ، هذا واضح .
إذن ، لا بد من أن يكون الإمام الذي تجب معرفته إمام حق ، وإماما شرعيا ، فحينئذ ، على الإنسان أن يعتقد بإمامة هذا الشخص ، ويجعله حجة بينه وبين ربه ، وهذا واجب ، بحيث لو أنه لم يعتقد بإمامته ومات ، يكون موته موت جاهلية ، وبعبارة أخرى : " فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا " .
وذكر المؤرخون : أن عبد الله بن عمر ، الذي امتنع من بيعة أمير المؤمنين سلام الله عليه ، طرق على الحجاج بابه ليلا ليبايعه لعبد الملك ، كي لا يبيت تلك الليلة بلا إمام ، وكان قصده من ذلك هو العمل بهذا الحديث كما قال ، فقد طرق باب الحجاج ودخل عليه في تلك الليلة وطلب منه أن يبايعه قائلا : سمعت رسول الله يقول : " من مات ولا إمام له مات ميتة جاهلية " ، لكن الحجاج احتقر عبد الله بن عمر ، ومد رجله وقال : بايع رجلي ، فبايع عبد الله بن عمر الحجاج بهذه الطريقة .
وطبيعي أن من يأبى عن البيعة لمثل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يبتلي في يوم من الأيام بالبيعة لمثل الحجاج وبهذا الشكل .
وكتبوا بترجمة عبد الله بن عمر ، وفي قضايا الحرة ، بالذات ، تلك الواقعة التي أباح فيها يزيد بن معاوية المدينة المنورة ثلاثة أيام ، أباحها لجيوشه يفعلون ما يشاؤون ، وأنتم تعلمون بما كان وما حدث في تلك الواقعة ، حيث قتل عشرات الآلاف من الناس ،

397

نام کتاب : محاضرات في الاعتقادات نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست