وفي السنن ، وفي المعاجم ، وفي جميع كتب الحديث ، والروايات هذه مقبولة عند الفريقين . فقد اتفق المسلمون على رواية : " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " . هذا الحديث بهذا اللفظ موجود في بعض المصادر ، وقد أرسله سعد الدين التفتازاني إرسال المسلم ، وبنى عليه بحوثه في كتابه شرح المقاصد [1] . ولهذا الحديث ألفاظ أخرى قد تختلف بنحو الإجمال مع معنى هذا الحديث ، إلا أني أعتقد بأن جميع هذه الألفاظ لا بد وأن ترجع إلى معنى واحد ، ولا بد أن تنتهي إلى مقصد واحد يقصده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فمثلا في مسند أحمد : " من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية " [2] ، وكذا في عدة من المصادر : كمسند أبي داود الطيالسي [3] ، وصحيح ابن حبان [4] ، والمعجم الكبير للطبراني [5] ، وغيرها . وعن بعض الكتب إضافة بلفظ : " من مات ولم يعرف إمام زمانه فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا " ، وقد نقله بهذا اللفظ بعض العلماء عن كتاب المسائل الخمسون للفخر الرازي . وله أيضا ألفاظ أخرى موجودة في السنن ، وفي الصحاح ، وفي المسانيد أيضا ، نكتفي بهذا القدر ، ونشير إلى بعض الخصوصيات الموجودة في لفظ الحديث :
[1] شرح المقاصد 5 / 239 وما بعدها . [2] مسند أحمد 5 / 61 رقم 16434 . [3] مسند أبي داود الطيالسي : 259 - دار المعرفة - بيروت . [4] صحيح ابن حبان 10 / 434 رقم 4573 - مؤسسة الرسالة - بيروت - 1418 ه ، وفيه : " من مات وليس له إمام " . [5] المعجم الكبير للطبراني 19 / 388 رقم 910 .