يقول الذهبي في كتاب سير أعلام النبلاء [1] بعد أن يصف ابن السقا بما يلي : الحافظ الإمام محدث واسط ، بعد أن يلقبه بهذه الألقاب ينقل عن الحافظ السلفي يقول : سألت الحافظ خميسا الجوزي عن ابن السقا ؟ فقال : هو من مزينة مضر ولم يكن سقاء بل لقب له ، من وجوه الواسطيين وذي الثروة والحفظ ، رحل به أبوه فأسمعه من أبي خليفة وأبي يعلى وفلان وفلان وبارك الله في سنه وعلمه ، واتفق أنه أملى حديث الطائر فلم تحتمله نفوسهم ، فوثبوا عليه فأقاموه وغسلوا موضعه ، فمضى ولزم بيته لا يحدث أحدا من الواسطيين ، فلهذا قل حديثه عندهم . أقول : ولم يذكر الراوي كل ما وقع على هذا المحدث من ضرب وشتم وإهانة وغير ذلك ، يكتفي بهذه العبارة : وثبوا عليه فأقاموه عن مجلسه وغسلوا موضعه ، كأن الموضع الذي كان جالسا فيه تنجس لإملائه طرق حديث الطير ، وغسلوا موضعه ، فمضى ولزم بيته ولم يخرج . فماذا تسمون هذه الطريقة ؟ لا أدري . هذا ما ذكره الذهبي في ترجمة هذا الرجل في سير أعلام النبلاء ، وفي كتاب تذكرة الحفاظ [2] . أما الحاكم النيسابوري ، فقد كان مصرا على صحة حديث الطير ، وعلى تصحيح حديث الطير . يقول في كتابه علوم الحديث [3] : حديث الطير من مشهورات الأحاديث ، وكان على أصحاب الصحاح أن يخرجوه في الصحاح . ويقول : ذاكرت به كثيرا من المحدثين . ويقول : كتبت فيه كتابا ، أي كتب في جمع طرقه كتابا .
[1] سير أعلام النبلاء 16 / 351 - 352 - مؤسسة الرسالة - بيروت - 1404 ه . [2] تذكرة الحفاظ 3 / 966 - دار إحياء التراث العربي - بيروت . [3] معرفة علوم الحديث : 93 - دار الكتب العلمية - بيروت - 1397 .