بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد للَّه الَّذي كتب علينا الصيام كما كتبه على من قبلنا في معدودات من الأيّام ، لتمحّص الأرواح به عن الأمراض و الأسقام ، فتتقرّب إلى منازل أهل القدس من خلفائه الكرام و سفرائه العظام ، عليهم أفضل الصلاة و السّلام . أمّا بعد : فهذه تعليقات رشيقة و تحقيقات أنيقة علَّقتها على كتاب الصيام من مدارك الأحكام ، بعد ما استفدتها من علَّامة مشايخنا الأعلام في نبذة من الليالي و الأيّام ، و نسأل الله تعالى الاعتصام عن الزلل في المرام . * ( قوله : « الصوم في اللغة [1] : هو الإمساك . . إلخ » . ) * أقول : و أمّا ما عن بعضهم من تفسيره بخصوص الإمساك عن الطعام فالظاهر - و لو بقاعدة أن المثبت مقدّم على النافي و أصالة عدم النقل و الاشتراك - رجوعه بحسب المراد إلى القول بالإمساك المطلق ، فيكون تخصيصه بالإمساك عن الطعام من باب تمثيل الكلَّي ببعض أفراده ، لا أنّه قول آخر كما زعمه صاحبي المسالك [2] و المستند [3] و يوهمه ظاهر التفسير .