يؤخذ من الكافر و هو من أهل النار ؟ فقال ( عليه السّلام ) يضع من سيئات المسلم على الكافر و يعذّب - الكافر - بها مع عذابه بكفره عذابا بقدر ما للمسلم قبله من مظلمة فقيل له : اذا كانت المظلمة لمسلم عند مسلم كيف يؤخذ مظلمته من المسلم ؟ قال ( عليه السّلام ) : يؤخذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر حقّ المظلوم فيزداد على حسنات المظلوم ، قيل له : فان لم يكن للظالم حسنات ؟ قال ( عليه السّلام ) : يؤخذ من سيّئات المظلوم فيزداد على سيّئات الظَّالم [1] كما قال [ الله تعالى ] * ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ ) * [2] . و روى انّ رجلا اشترى لحما من قصّاب ثم ردّه عليه فاذا كان يوم القيامة حوسب على الدسم الذي يبقي في يده و اخذت من حسناته و اعطي القصّاب . و حكى انّ عابدا اعتزل الناس و اتّخذ الجبال مسكنا للطاعة عابدا ربّه قائما ليله صائما نهاره في سنين متكاثرة ثمّ رجع البلد لصلة الارحام ، فبلغ مزرعة و اجتنى منها سنبلة و اكل منها سبع حبوب حنطة غفلة ، ثمّ التفت انّه من غير اذن صاحبها فندم و استغفر و استدعى من الله ان يجعل عنايته في الدنيا فمسخ ثورا في الحال فحضر صاحب المزرعة فتملَّكها و اثار بها الارض و سقى الحرث سبع سنين ثم ماتت و اكل لحمها السّباع و الكلاب و بقى عظمها مشرّحة ، ثم جاء سارق فرأى حبرة حنطة فاراد ان يسرق منها فتكلَّم عظم رأس الثّور بقدرة الله
[1] الكافي 8 : 104 ذيل ح 79 ، بحار الأنوار 7 : 270 ذيل ح 35 . و فيها يطرح عن المسلم من سيئاته بقدر ما له على الكافر . [2] العنكبوت : 13 .