الحبّ الضعيف أو الأضعف الناقص عن التأثير ، بل المجامع لتأثير ضدّه ، كما يشهده به لفظ الاجتماع بين الدنيا و الآخرة في هذه النصوص ، و الضدّيّة و عدم الاجتماع بينهما في نصوص النعم ، أو على نحو ذلك من بعض جهات حبّ الدنيا ، أو بعض موارده و مراتبه الخارج عن محلّ النزاع اسما بالانصراف أو صحّة السلب ، لا حكما حتى يستلزم التخصيص المخالف للأصل ، و لا ريب في ترجيح هذا الحمل على الحمل الأوّل من وجوه شتّى و قرائن عديدة : منها : دلالة نصوص مدح الدنيا صريحا أو تلويحا على المضادّة و عدم إمكان الجمع بينهما حسب ما عرفت . و منها : تعلَّق أغلب نصوص ذمّه بذمّ حبّه ، و جميع نصوص مدحه به مدح نفسه لا مدح حبّه إلَّا في النبوي العاميّ من قوله عليه السّلام : « حبّب إليّ من دنياكم النساء و الطيب . . إلخ » [1] . و منها : استلزام الحمل السابق التجوّز بتقدير محذوف أو إضمار موصوف في نصوص ذمّ الدنيا ، أو بتأويل النهي عن حبّه إلى النهي الغيري ، أو تخصيصه بما يترتّب عليه المعاصي و الأفعال المحرّمة بخلاف الحمل الثاني ، فإنّ غاية ما يلزم منه خروج بعض موارد حبّ الدنيا أو مراتبه عن الذمّ من باب التخصّص لا التخصيص حسب ما عرفت وجهه في تحرير محلّ النزاع ، و من البيّن المبيّن في محلَّه انّه لو دار الأمر بين التخصيص و التخصّص ، كان التخصيص أولى من التخصّص عرفا ، فضلا عن المجاز و الاضمار ، أ لا ترى انّه لو اشترك زيد بين عالم و جاهل ، و أجمل المراد منه في : لا تكرم زيدا ، هل هو العالم ليخصّص به عموم :