و روي في تفسير الآية الشريفة * ( وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناه هَباءً مَنْثُوراً ) * [1] انّ هؤلاء قوم يصلَّون و يصومون و يقومون و هنا [2] من الليل ، و لكن إذا عرض عليهم شيء من الحرام أخذوه [3] . و في كتاب الكلمة الطيبة عن تفسير العسكري عليه السّلام [4] : انّه دخل رجل على الجواد عليه السّلام مسرورا ، فسأله الإمام عن وجه سروره فقال : سمعت من أبيك عليه السّلام انّ أحسن أيّام سرور العبد وفّقه الله للصدقات و الإحسان و النفع إلى إخوانه المؤمنين ، و اليوم قد أتاني عشرة نفر من إخواني الفقراء و ذوي العيلة من بلدهم فأعطيت كلَّا منهم عطاء ، و سروري لأجل ذلك . فقال عليه السّلام : « لعمري ينبغي لك أن تسرّ إذا لم تحبطه فيما قبل و لا فيما بعد » . فقال : كيف أحبطه و أنا من خلَّص شيعتكم ؟ فقال له الإمام عليه السّلام : « ألا قد أبطلت احسانك و صدقاتك » . قال : و لم يا بن رسول الله ؟ فقال عليه السّلام : لقوله تعالى * ( لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذى ) * [5] . قال : يا بن رسول الله ، انّي لم أمنّ على الَّذين تصدّقت عليهم ، و لم أوذهم . فقال : « إنّ الله تعالى يقول * ( لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذى ) * على وجه الإطلاق ، و لم يقيّده بالمنّ و الأذى على من تصدّقت عليه ، ثمّ قال عليه السّلام : أ ترى
[1] الفرقان : 23 . [2] في الهامش : « الوهن على ما في القاموس : نحو من نصف أو بعد ساعته » . منه رحمه اللَّه . [3] تفسير علي بن إبراهيم 2 : 113 ، عنه بحار الأنوار 7 : 176 ح 9 . [4] تفسير الإمام العسكري : 314 ، عنه بحار الأنوار 68 : 154 ح 11 مفصّلا . [5] البقرة : 264 .