* ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ ) * أي عرّفناهم [1] . قيل : هل فوّض الله إلى عباده أفعالهم ؟ قال عليه السّلام : هم أضعف من ذلك و أقلّ . قيل : فجبرهم ؟ قال عليه السّلام : هو أعدل من ذلك و أجل . [ قيل : ] فالتفويض شرك با لله ، و الجبر ظلم على الله . قال عليه السّلام : لا جبر و لا تفويض ، بل أمر بين الأمرين . قيل : فما أمر بين الأمرين . قال عليه السّلام : وجود السبيل إلى اتيان ما أمروا به ، و ترك ما نهوا عنه « [2] . قوله تعالى * ( أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه ) * [3] و الحيلولة بإتمام الحجة البالغة بأن لا يعلم الحقّ باطلا و الباطل حقا ، أو بالألطاف الخاصة المقرّبة إلى الطاعة و المبعدة عن المعصية ، زائدا على الأمر و النهي ، أو بفسخ العزائم و نقض الهمم [4] ، أو بأعلميّته بما في قلوبنا منا ، أو بشرح الصدور و غمّتها . إلى هنا جفّ قلمه الشريف ، في هذا الكتاب المنيف ، الذي عباراته تنبيه و إرشاد ، و هداية و رشاد ، من رغب فيه فقد رشد و هدى و من رغب عنه فقد ضلّ و غوى ، و السلام على من اتّبع الهدى ، و خالف الهوى ، و اجتنب ما يوجب الردى .
[1] تحف العقول : 475 . و الآية : فصلت : 17 . [2] العدد القوية : 298 ح 32 . [3] الأنفال : 24 . [4] في الأصل : و نضم البهائم ، و ما أثبتناه وفقا لما ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام في نهج البلاغة : 511 ح 250 ( قصار الحكم ) حيث قال عليه السّلام : عرفت اللَّه سبحانه بفسخ العزائم ، و حلّ العقود ، و نقض الهمم .