* ( إِنَّ الله لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها ) * [1] من انّ البعوضة علي عليه السّلام و ما فوقها الذباب محمد صلَّى الله عليه و آله و تحقيقه ما في تفسير العسكري عليه السّلام عن الباقر عليه السّلام : « سمع هؤلاء شيئا و لم يضعوه على وجهه ، انّما كان رسول الله صلَّى الله عليه و آله قاعدا ذات يوم [ هو ] و علي عليه السّلام ، إذ سمع قائلا يقول : ما شاء الله و شاء محمد صلَّى الله عليه و آله ، و سمع آخر يقول : ما شاء الله و شاء علي عليه السّلام . فقال رسول الله صلَّى الله عليه و آله : لا تقرنوا محمد صلَّى الله عليه و آله و عليا با لله عزّ و جلّ ، و لكن قولوا : ما شاء الله ، ثم شاء [ محمد ، ما شاء الله ثم شاء ] علي ، على ان مشيئته هي القاهرة التي لا تساوى و لا تكافأ و لا تداني ، و ما محمد رسول الله صلَّى الله عليه و آله في الله و في قدرته إلَّا كذبابة تطير في هذه الممالك الواسعة ، و ما علي في الله و في قدرته إلَّا كبعوضة في جملة هذه الممالك مع أنّ فضل الله على محمد صلَّى الله عليه و آله و علي عليه السّلام هو الفضل الذي لا يفى به فضله على جميع خلقه من أول الدهر إلى آخره « [2] . و منها : قوله تعالى * ( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) * [3] حيث ان عمومه يستلزم التسلسل الباطل في العالم و الاعلم و حلّ هذا الاشكال : ان معنى ذي العلم هو سلسلة الممكنات المركبات من الباري و الذوات ، و العليم هو العليم بالذات لا بالمعاني و الصفات ، أعني : الذات البسيطة التي صفاته من العلم و القدرة و الحياة عين الذات فكما انّه واجب الوجود بالذات واجب الوجدان و الايجاد و العلم و القدرة و الحياة بالذات لا بالغير حتى يستلزم التسلسل الباطل و لا بنفسه ، بمعنى أنّه الفاعل و القابل و المنفعل حتى يلزم التركيب و الدور الباطل ايضا ، بل بمعنى ان ذاته البسيطة بسيطة مجردة حتى عن التقيد بالذات و الصفات ، فذاته عين صفاته
[1] البقرة : 26 . [2] التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السّلام : 209 - 210 . [3] يوسف : 76 .