المسجد و المحراب لا خراج الكلاب ، و قطع الصلاة لدرك ما هو افضل الفردين من جمعة أو جماعة ، أو مدافعة الاخبثين ، أو مهاجرة الهجرتين ، و كخروج الحسين عليه السّلام عن جوار الحرمين ، فافهم و استقم و تدبر و اعتبر . و أمّا ورد في قوله تعالى * ( وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ ) * [1] من يشبّه التخطئة و العصيان بالشرك و شرب الخمر ، و قتل النفس المحترمة ، و الافتتان بالزانية ، فمردود بالضعف و الشذوذ ، و موافقة العامة ، و مخالفة الأدلَّة الاربع من الكتاب و السنة و الاجماع و العقل على ما في تفسير العسكري [2] و عيون الأخبار [3] و عقائد الصدوق [4] ، و ليست من الرموز و لا المتشابه حتى يحتاج إلى تأويل الملكين بقراءة الملكين بكسر اللام ، أو تأويلهما بالقوتين العلَّامة و العمالة كما تكلفه بعض المتصوفة جمعا بين النصوص . و من جملة المتشابهات ، بل المتناقضة ظاهرها قوله تعالى * ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِه مِنْ عِنْدِ الله وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِه مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ الله ) * [5] ، و قوله تعالى * ( ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) * [6] . و حاصل ما عن المعصوم في تفسير القمي [7] تأويله : بأن الخير و الشر
[1] البقرة : 102 . [2] التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السّلام : 472 - 475 ذ ح 304 . [3] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 1 / 266 ح 1 . [4] اعتقادات الصدوق ( ضمن مصنفات الشيخ المفيد ) : 96 . [5] النساء : 78 . [6] النساء : 79 . [7] تفسير القمي : 1 / 144 - 145 .