الزور بقولهم : أنا أحق . و منها : انّه لأجل افتتان العباد و امتحانهم بالرشاد و الفساد ، كامتحانهم بما قال الله تعالى * ( وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ) * [1] الآية و * ( عَدُوًّا شَياطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ ) * [2] الآية . و منها : تعريض العباد إلى مصالح الجد و الاجتهاد و التسليم و الانقياد ، في تحصيل الحقّ و الرشاد و مدافعة الباطل و الفساد و المكابرة و العناد ، ليقوى به مراتب الايمان ، و يضعف زيغ القلب و الجنان ، إلى غير ذلك من حكمها و مصالحها المفصّلة في رسالة المعارف . فإن قلت : ما الوجه و السر و الحكمة في عدم بيان الأئمة عليهم السّلام تأويل أكثر المتشابهات ، بل تفسيرهم المتشابه بالمتشابه مزيدا في العلة لا رافعا للشبهة و لا مورثا للقلَّة ؟ قلت : وجهه و حكمته كوجه [ و ] حكمة عدم بيان أكثر الآيات المحرّفة و اخفائهم القرآن الواقع المنزل كما أنزل ، احد الوجوه على سبيل منع الخلو لا الجمع : منها : أن يكون وجهه و حكمته اعزاز الحق و إخفاءه عن غير أهله ، لعدم الأهلية و القابلية و اللياقة لتلك الاسرار و الحكم العظيمة الشأن ، فان وجوده و إن كان لطفا واجبا إلَّا ان عدمه من عندنا و سوء اختيارنا كفقد نبيّنا ، و غيبة وليّنا ، و إخفاء ليلة القدر ، و الاسم الاعظم ، و رفع عيسى المسيح عليه السّلام ، و ألواح موسى