المحكم و المتشابه بذلك خلاف المستفاد من عرف الشارع في الكتاب و السنّة ، محكوم عليه بقوله تعالى * ( مِنْه آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ) * [1] الآية . فان المستفاد من هذا الحكم كون المحكم هو المرجع و المتبع ، و المتشابه خلافه ، فيكون الحكم من الآيات و الروايات هو المستحكم بموافقة العقل و النقل المتّبع ، و المتشابه ضده و عكسه و هو الموهون و المعارض ظاهره بمخالفة العقل أو النقل القطعي المتّبع ، فما ذكروه بالعموم من وجه ، فقوله تعالى * ( إِنَّ الله اصْطَفى آدَمَ ) * [2] ظاهر في العصمة التامّة العامة من جميع المناقص الخفية و الجلية و الدنية و الدنيوية ، من الجهل و النسيان و القصور و النقصان ، و لكن التعميم ظهوره من جميع الجهات مستحكم بالعقل و النقل المتبع فهو المحكم بخلاف قوله تعالى : * ( وَعَصى آدَمُ رَبَّه فَغَوى ) * [3] ، * ( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَه عَزْماً ) * [4] فإنها و إن كانت أظهر من الاولى في النسيان و العصيان و الجهل و النقصان إلا انها لما خالفت العقل و النقل المتبع عدّت متشابها و وجب تأويلها ببني آدم و نحوه . بل ربما كان المجمل بالذات من احكم المحكمات بواسطة اقترانه بالعقليات و النقليات و التعريض بالإشارة و الكناية من المجازات التي هي أبلغ من التصريح و المنصوصات كقوله تعالى :