الحمد للَّه الذي هدانا إلى اتّباع المحكمات و تأويل المتشابهات بما لا يعلم تأويله الَّا الله و الراسخون في العلم المخصوصون بأهل بيت الوحي المقرون بهم الكتاب و المتمسك بهما لن يضلّ أبدا [1] ، و هم سفينة النجاة التي من ركبها نجا ، و من تخلف عنها غرق [2] ، المتقدم لهم مارق ، و المتأخّر عنهم زاهق ، و اللازم لهم لاحق . و الصلاة و السلام عليهم و على ارواحهم و اجسادهم و طينتهم و شيعتهم من الأنبياء و المرسلين و الشهداء و الصّالحين و الملائكة اجمعين ، صلاة تملأ السماوات و الأرضين ، صلاة فوق صلاة المصلَّين ، صلاة تبلغ رضاه و تبقى ببقاه . الكلام في بيان المحكم و المتشابه و أحكامه و أنواعه و أوضاعه و تأويله و تعليله ، فنقول : أما تعريفه ففي الاصول تبعا للعلَّامة [3] و وفاقا للعامّة [4] : اللفظ إن لم يحتمل غير ما يفهم منه لغة فنصّ ، و إلَّا فالراجح ظاهر ، و المرجوح مأوّل ، و المساوي مجمل ، و المشترك بين الأولين محكم ، و بين الاخرين متشابه . و فيه ان تعريف
[1] كمال الدين : 235 ح 47 . [2] أمالي الطوسي : 349 ح 61 . [3] مبادئ الوصول إلى علم الاصول : 71 - 72 . [4] البحر المحيط : 1 / 450 - 457 .