responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 57


ومن الواضح : أن كونها جزءا من كيانه الجسدي والمادي من حيث بنوتها النسبية له ، ليس هو السبب في كون ما يرضيها يرضيه ، وذلك لأمرين :
الأول : إنه ( ص ) لا ينطلق في مواقفه من موقع العصبية للقرابة أو للعرق أو ما إلى ذلك ، بل هو ( ص ) إنما يريد أن يكون كل ما لديه من خصوصيات ، أو امتيازات ، أو قدرات مادية أو معنوية في خدمة هذا الدين ، ومن أجله ، وفي سبيله .
الثاني : إن البنوة النسبية أو بالتبني لا تكفي بحسب طبيعتها لاكتساب امتياز بهذا المستوى من الخطورة ، وإن كانت لها أهميتها من حيث أنها تشير إلى صفاء العنصر ، وطهارة العرق ، لأنها ( ع ) كانت نورا في الأصلاب الشامخة ، والأرحام المطهرة ، ولكن من الواضح إن الحفاظ على هذا الطهر بحاجة إلى جهد ، وحين لم يبذل ابن نوح ( ع ) - الذي تحدثت بعض الروايات عن أنه ابن له ( ع ) بالتبني لا بالولادة [1] - هذا الجهد هلك وضل ، حتى قال الله عنه لأبيه نوح :
* ( إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ) * ، ولذلك لم يكن رضا ابن نوح رضا الله ورسوله ، ولا غضبه غضب الله ورسوله .
فالمراد بكونها ( بضعة منه ) لا بد أن يكون معنى يصلح أن يكون مرتكزا لكون رضاها رضاه ( ص ) ، وأذاها أذاه ، خصوصا مع علمنا بأنه ( ص ) قد قال ذلك حينما أجابت عن سؤال : ما خير للمرأة ؟ فقالت : أن لا ترى الرجال ولا يراها الرجال ، كما سيأتي



[1] فلا موقع لما يقوله البعض من أن العاطفة الأبوية لنوح قد أثرت عليه فانساق معها حتى إنه لم يلتفت لخطاب الله له بهذا الشأن . راجع : البرهان في تفسير القرآن : ج 2 ص 220 .

57

نام کتاب : مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست