الإنسانية ، وأحاسيسه البشرية ، وعن أخلاقياته ، وعن قيمه ، وليست القضية هي أنه اجتهد فأخطأ فله أجر ، أو أصاب فله أجران [1] ، كما رواه لنا أتباع مدرسة الخلفاء ، وأخذناه عنهم ، وصرنا نردده من دون تثبت ، ثم إنهم بنفس هذه القاعدة ( ! ! ) برروا لنا قتال عائشة ومعاوية لعلي عليه السلام ، وثبت لهما الآجر الواحد بقتاله ، وبقتل عشرات الألوف من المؤمنين والمسلمين . بل قد ادعوا : أن عبد الرحمان بن ملجم قد اجتهد فأخطأ في قتل علي ، فهو مأجور أجرا واحدا على جريمته [2] وأبو الغادية قاتل عمار بن ياسر أيضا قد اجتهد فأخطأ ، فهو مأجور أجرا واحدا على قتل عمار [3] . فقضية الزهراء إذن أساسية في حياتنا الفكرية والإيمانية ، ولها ارتباط بأمر أساسي في هذا الدين ، فلا ينبغي الاستهانة بها ، أو التقليل من أهميتها . اجتهد فأخطأ ؟ ! : وبعد : فإن أول من طرح مقولة الاجتهاد ، والخطأ في الاجتهاد ، لتبرير جرائم ارتكبها الآخرون هو - فيما نعلم - الخليفة الأول ، حينما طالبه الخليفة الثاني بإصرار بمعاقبة خالد بن الوليد لقتله الصحابي
[1] هذه الرواية رويت من غير طرق الشيعة في الأكثر . . [2] المحلى : ج 10 ص 484 . والجوهر النقي : ( مطبوع بهامش سنن البيهقي ) ، ج 8 ص 58 عن الطبري في التهذيب . [3] الفصل : ج 4 ص 161 .