نام کتاب : ما نزل من القرآن في شأن فاطمة ( ع ) نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 93
تشكيلتهما المباركة بعد أن رزقا بالحسن والحسين أنشئاهما على نفس ذلك السير من التكامل المقدس ، يخبر الله تعالى عن أن هؤلاء الثلة المباركة قد تعاهدت قيام الليل ، إذ * ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) * هم المتقون الذين يصف حالهم بقوله تعالى * ( إن المتقين في جنات وعيون * آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين * كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون ) * [1] . هؤلاء هم أهل المدح والثناء في الدنيا ، وهم المتقون عند الله حقا ، رضي الله عنهم ورضوا عنه بما آتاهم من جنات وعيون . على أنه يجب التنبيه إلى أن ما تقدم في الرواية من كون ورد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سبعين ركعة في كل ليلة يختم فيها القرآن لا ينافي مما عليه الليلة الواحدة من الوقت المحدود الذي قد لا يسع لقراءة نصف القرآن ، خصوصا والرواية قد حددت ورده ( عليه السلام ) بالثلث الأخير من الليل ، فكيف يتم ذلك الورد الكبير في ظرف وقتي محدود ؟ وللإجابة على ذلك : يجب التذكير بأمر مهم ، وهو : أن خلقتهم النورانية - صلوات الله عليهم - تؤهلهم بممارسة أعمالا لا تسعها الخلقة العادية للبشر ، كما ورد عن نورانيتهم في كثير من أحاديثهم ، وما هو معروف عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إذ قال : " إنا آل محمد كنا أنوارا حول العرش ، فأمرنا الله بالتسبيح فسبحنا . . إلى آخر قوله ( عليه السلام ) " .