responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لهذا كانت المواجهة نویسنده : الشيخ جلال الصغير    جلد : 1  صفحه : 54


ولا بد لنا من التساؤل عن المغزى الروحي الكامن - على فرض صحة فرضية هذا الرجل المولع بالولوج إلى دواخل الأنبياء رجما منه بالغيب - في فضح الله سبحانه وتعالى لكوامن ذاتية في داخل نفسية نبيه وهي لم تتحقق بالفعل في الواقع الخارجي وإنما ظلت مجرد نزوة نفسية عابرة كما يصفها هذا الرجل ؟ فإذا كان التأديب الإلهي للمسلمين بأن يستتروا في حال ارتكاب المعاصي فهل يؤدبنا بشئ ليفعل نقيضه عن شئ لم يصل إلى حد الذنب بزعم هذا الرجل ؟ !
وأي كان الحال فجميع القرائن الحالية والمقامية والمعطيات المقدمة بين يدي النص القرآني لا تشير ولا بأي حال من الأحوال إلى ما تخرص به هذا الرجل عن مقام النبي يوسف ( ع ) علما أن هذا الرجل هو نفسه الذي يقذع بالوصف على الكثير من مفسرينا لا سيما العلامة الطباطبائي ( رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ) بدعوى أن هؤلاء المفسرون لا يلتزمون بالظاهر القرآني فهذا هو ظاهر القرآن فما لك لا تعمل به طالما أنك حريص على المدرسة الظاهرية المجانبة لمدرسة أهل البيت ( ع ) .
هذا من جهة ومن جهة ثانية ألا تتصور أن مقتضى البلاغة القرآنية تستدعي وبدعواك أنت أن يستوفي النص القرآني المفاد الإلهي ، فما السبيل إلى تفسير هذا النص بدعوى هم الزنا والانجذاب الغرائزي في الوقت الذي يحرص القرآن على تصوير النبي يوسف بما رأينا من أوصاف التنزيه والكمال ؟ أأغلقت البلاغة القرآنية أبوابها بحيث لم تستطيع التوفيق بين الوصف الإلهي لمقام النبي يوسف ( ع ) وبين النزعات الذاتية له أو بما يحلو لهذا الرجل أن يعبر دائما عن نقاط الضعف الإنساني في شخصية الأنبياء ( ع ) ؟ ! وهل انحصرت المفردات التعبيرية لمفردة الهم بحيث لم يبق إلا هم الانجذاب الغرائزي ؟ !
ورغم إننا نقول بأن هذا الرجل يدعي التشيع زورا ، ولكن لو تنزلنا إلى التسليم بصحة التزامه بالتشيع - وهو غير صحيح ولكن على طريقة : ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم - فأين حديثك من حديث أهل البيت ( ع ) ؟ وأنت تعلم أن هذا الحديث المفترى على الأنبياء - وكم لك مثله مع بقية الأنبياء ( ع ) - لا سبيل لوجود شئ منه في مدرسة أهل البيت ( ع ) , فما هي إلا أفكار من بنات كعب الأحبار وأبي هريرة ووهب بن منبه

54

نام کتاب : لهذا كانت المواجهة نویسنده : الشيخ جلال الصغير    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست