responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لهذا كانت المواجهة نویسنده : الشيخ جلال الصغير    جلد : 1  صفحه : 38


ولو أخذنا المسألة من بعد آخر وهو إن الفعل يكون باعثه في العادة وجود حاجة مرتبطة به ، وتكون دوافع هذه الحاجة إما الرغبة في حصول شئ ما أو الرهبة من حدوث شئ ما ، وهذا الأمر يحصل حينما تكون الحاجات معلومة أو مظنونة بظن يعتد به ، ومن الطبيعي أن نتساءل ونحن نتحدث عن ضعف المعصوم ( ع ) عن وجه حاجاته ، فإذا ما كان متيقنا بالعوالم الإلهية ومطلعا عليها بما تستبطن الأمرين معا ، فوفق أي مقياس يمكن أن نتحدث عن إمكانية تناسيه لهذه العوالم وإقباله على مجاهيل عالمنا المادي وجهله ؟
على أن من حقنا أن نتساءل عن مصادر علم رائد الانحراف بضعف شخصية المعصوم ( ع ) ، فحينما يتحدث الله عن عصمة المعصوم ( ع ) بهذا الجزم : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فوفق أي مقياس يحدثنا هذا الرجل بأن العصمة لا تتنافى مع ضعف شخصية المعصوم ( ع ) أمام بعض الحالات ؟
ولو كانت حجته أن القرآن الكريم قد تحدث عن بشرية الرسول ( ص ) ففيه أن هذا الحديث تارة يتحدث عن الخصائص الجسمانية فالرسول يتعب كما نتعب ويمرض كما نمرض ويفتقر كما نفتقر ويموت كما نموت ، وأخرى يتحدث عن خصائصه الروحية والمعنوية فهذا الحديث في الواقع هو حجة بين أيدينا على فكره المنحرف ، فهذا البشر رغم بشريته إلا أنه وصل إلى درجة العصمة المطلقة بحيث قيل عنه : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) وما تحدث به القرآن عما عرف عن هفوات الأنبياء ( ع ) إنما هو حديث عن هفوات في ساحة القرب وفي مضمار الكمال ، ولا يمكن أن تكون من هفوات عالم الذنوب والخطايا التي يعاقب الله عليها بناره ، والآيات التي قد يحتج ببعضها لا يمكن أن تتحدث عن وجود نوازع أو هموم أو خواطر أو شهوات محرمة - لو افترضنا جدلا بإمكانية وجودها - فهي إن كانت من صنف المحرم فإن الله عبر عن نفسه بأنه ستار العيوب فكيف يكشف سرا شخصيا من أسرار المعصوم ( ع ) ؟ ولن ينفع القول بأن الله لا يسأل عما يفعل ، فإن الكمال الإلهي يعني أن لا تتناقض أفعاله مع أوامره فهو من طلب منا أن نكون من ستاري العيوب فلم فعل ما أمرنا أن ننتهي عنه ؟ مما يجعل هذه المقولة مخالفة صريحة لمقولة العدل الإلهي .

38

نام کتاب : لهذا كانت المواجهة نویسنده : الشيخ جلال الصغير    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست