نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( قسم الإلهيات ) ( تحقيق السبحاني ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 271
المرجئة إلى أنه سمعي . واحتج المصنف رحمه الله على دوامهما بوجوه : أحدها : أن العلم بدوام الثواب والعقاب يبعث العبد على فعل الطاعة ويبعده عن المعصية وذلك ضروري وإذا كان كذلك كان لطفا واللطف واجب على ما مر . الثاني : أن المدح والذم دائمان إذ لا وقت إلا ويحسن مدح المطيع وذم العاصي إذا لم يظهر منه ندم على ما فعل ، وهما معلولا الطاعة والمعصية فيجب كون الطاعة والمعصية في حكم الدائمتين فيجب دوام الثواب والعقاب لأن دوام أحد المعلولين يستلزم دوام المعلول الآخر [1] لأن العلة تكون دائمة أو في حكم الدائمة . الثالث : أن الثواب لو كان منقطعا لحصل لصاحبه الألم بانقطاعه ولو كان العقاب منقطعا لحصل لصاحبه السرور بانقطاعه وذلك ينافي الثواب والعقاب لأنهما خالصان عن الشوائب . هذا ما فهمناه من كلام المصنف رحمه الله وقوله : " لحصول نقيضيهما " يعني نقيضي الثواب والعقاب " لولاه " أي لولا الدوام .
[1] المعلولان عبارتان عن المدح والثواب أو الذم والعقاب ، فبما أن المدح والذم مستمران فيكشف عن بقاء العلة وهو الطاعة والمعصية ، فيستدل بوجود أحد المعلولين على وجود العلة وبقائها ، فيثبت وجود المعلول الآخر لامتناع وجود أحد المعلولين بدون المعلول الآخر . واعلم أن القول بدوام العقاب مبني على أن مرتكب المعصية مخلد في النار إذا مات بلا توبة ، وهو على خلاف ما دل عليه الكتاب والسنة ، وقد تبع المصنف رأي المعتزلة ومضى عليه الشارح ، مع أن الأليق بمقامهما التنصيص على خلافه ، وسيأتي التصريح بما ذكرناه ص 274 ، فلاحظ .
271
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( قسم الإلهيات ) ( تحقيق السبحاني ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 271