responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 526


حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) وتصدق مرة أخرى بجميع ما يملكه وقد كان حينئذ يملك أربعة دراهم لا غير فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية فأنزل الله تعالى في حقه ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ) وكان يعمل بالأجرة ويتصدق بها ويشد على بطنه الحجر من شدة الجوع ، وشهد له بذلك أعداؤه فضلا عن أوليائه ، قال معاوية : لو ملك علي بيتا من تبر وبيتا من تبن لأنفد تبره قبل تبنه ولم يخلف شيئا أصلا ، وقال : يا بيضاء ويا صفراء غري غيري ، وكان يكنس بيوت الأموال ويصلي فيها مع أن الدنيا كانت بيده .
قال : وكان أزهد الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
أقول : هذا هو الوجه الخامس ، وتقريره أن عليا عليه السلام كان أزهد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون أفضل من غيره ، بيان المقدمة الأولى ما نقل بالتواتر عنه أنه عليه السلام كان سيد الأبدال واليه تشد الرحال في معرفة الزهد والتسليك فيه وترتيب أحوال الرياضيات وذكر مقامات العارفين ، وكان أخشن الناس مأكلا وملبسا ولم يشبع من طعام قط ، قال عبيد الله بن أبي رافع : دخلت عليه يوما فقدم جرابا مختوما فوجدنا فيه خبز شعير يابسا مرضوضا فأكل منه ، فقلت يا أمير المؤمنين : كيف تختمه ، فقال : خفت هذين الولدين يلتانه بزيت أو سمن .
وهذا شئ اختص به علي عليه السلام لم يشاركه فيه غيره ولم ينل أحد بعض درجته ، وكان نعلاه من ليف ويرقع قميصه بجلد تارة وبليف أخرى ، وقل أن يأتدم فإن فعل فبالملح أو بالخل فإن ترقى فبنبات الأرض فإن ترقى فبلبن ، وكان لا يأكل اللحم إلا قليلا ويقول : لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان ، وطلق الدنيا ثلاثا ، والمقدمة الثانية ظاهرة .
قال : وأعبدهم .
أقول : هذا وجه سادس ، وتقريره أن عليا عليه السلام كان أعبد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنه تعلم الناس صلاة الليل واستفادوا منه ترتيب النوافل

526

نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست