نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 501
إن المنافقين زعموا أنك خلفتني استثقالا وتحرزا مني ، فقال عليه السلام : ( كذبوا إنما خلفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) وإذا كان خليفته على المدينة في تلك الحال ولم يعزله قبل موته ولا بعده استمرت ولايته عليها فلا يكون غيره خليفة عليها ، وإذا انتفت خلافة غيره عليها انتفت خلافته على غيرها للاجماع فثبت الخلافة له عليه السلام . ( لا يقال ) قد استخلف النبي صلى الله عليه وآله جماعة على المدينة وعلى غيرها ومع ذلك فليسوا أئمة عندكم ، لأنا نقول : إن بعضهم عزله عليه السلام والباقون لم يقل أحد بإمامتهم . قال : ولقوله عليه السلام : أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي [1] وقاضي ديني بكسر الدال . أقول : هذا دليل آخر على إمامة علي عليه السلام ، وتقريره أن النبي صلى الله عليه وآله قال : أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني بكسر الدال ، وهذا نص صريح على الولاية والخلافة على ما تقدم . قال : ولأنه أفضل وإمامة المفضول قبيحة عقلا . أقول : هذا دليل آخر على إمامة علي عليه السلام ، وتقريره أنه أفضل من غيره على ما يأتي فيكون هو الإمام ، لأن تقديم المفضول على الفاضل قبيح عقلا وللسمع على ما تقدم .
[1] أقول : كان عليه السلام في صدر الاسلام معروفا بالوصي ، وغير واحد من سنام الصحابة وكبار التابعين وصفوه في أشعارهم ومقالاتهم بالوصي ، وقد جمعنا أشعار جمع منهم مع ذكر مأخذها في المجلد الثاني من تكملة المنهاج في شرح النهج ( ص 19 - 29 ) وفي عدة مواضع أخرى منها ، إلا - كما جرى الحق على لسان الفخر الرازي في تفسيره الكبير ( ج 1 ص 160 ط استانبول ) - أن الدولة لما وصلت إلى بني أمية بالغوا سعيا في إبطال آثار علي عليه السلام .
501
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 501