نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 487
الثاني : لو سلمنا نقله لكن اليهود انقطع تواترهم لأن بخت نصر استأصلهم وأفناهم حتى لم يبق منهم من يوثق بنقله . الثالث : أن لفظة التأبيد لا تدل على الدوام قطعا فإنها قد وردت في التوراة لغير الدوام ، كما في العبد أنه يستخدم ست سنين ثم يعرض عليه العتق في السابعة فإن أبى العتق ثقبت أذنه واستخدم أبدا ، وفي موضع آخر يستخدم خمسين سنة . وأمروا في البقرة التي كلفوا بذبحها أن يكون لهم ذلك سنة أبدا ثم انقطع تعبدهم بها . وفي التوراة قربوا إلي كل يوم خروفين خروف غدوة وخروف عشية بين المغارب قربانا دائما لاحقا بكم وانقطع تعبدهم به ، وإذا كان التأبيد في هذه الصور لا يدل على الدوام انتفت دلالته هنا قطعا ، أقصى ما في الباب أنه يدل ظاهرا لكن ظواهر الألفاظ قد تترك لوجود الأدلة المعارضة لها . قال : والسمع دل على عموم نبوته صلى الله عليه وآله . أقول : ذهب قوم من النصارى إلى أن محمدا صلى الله عليه وآله مبعوث إلى العرب خاصة ، والسمع يكذب قولهم هذا قال الله تعالى : ( لأنذركم ومن بلغ ) وقال تعالى : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس ) وسورة الجن [1] تدل على بعثه عليه السلام إليهم ، وقال عليه السلام : ( بعثت إلى الأسود والأحمر ) . لا يقال : كيف يصح إرساله إلى من لا يفهم خطابه وقد قال تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) ؟ لأنا نقول : لا استبعاد
[1] بل وسور أخرى أيضا والبحث عن ذلك يطلب في المجلد الثالث من كتابنا تكملة منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ( ص 286 - 295 ) . والجن من ذوي العقول ولهم استنباط عقلي في الأمور كما ترى أنهم قالوا : إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به . والآية في سورة الجن . والفاء في فآمنا به للنتيجة أي القرآن يهدي إلى الرشد وما يهدي إلى الرشد يجب أن يؤمن به فآمنا به . على أن وصفهم القرآن بالعجب والهداية إلى الرشد فرع التمييز العقلاني ، ولكنهم في القوة العاقلة دون الانسان والانسان الكامل الإلهي في كل عصر وزمان إما خائفا مغمورا أو ظاهرا مشهورا ، فكما هو إمام الإنس وهو إمام الجن أيضا بل هو قطب عالم الإمكان مطلقا كبقية الله وتتمة النبوة مولانا المنتظر القائم في هذا العصر المحمدي .
487
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 487