نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 428
الإيمان من فعل الله تعالى بالعبد وهو المدح والثواب ، وحينئذ يكون المدح والثواب خيرا وأنفع للعبد من القردة والخنازير لكن ذلك من فعله تعالى . ( واعلم ) أن هذه الشبهة ركيكة جدا ، وإنما أوردها المصنف رحمه الله هنا لأن بعض الثنوية أورد هذه الشبهة على ضرار بن عمرو فأذعن لها والتزم بالجبر لأجلها . قال : والشكر على مقدمات الإيمان . أقول : هذا جواب عن شبهة أخرى لهم قالوا : لو كان العبد فاعلا للإيمان لما وجب علينا شكر الله تعالى عليه ، والتالي باطل بالاجماع فالمقدم مثله ، والشرطية ظاهرة فإنه لا يحسن منا شكر غيرنا على فعلنا . والجواب أن الشكر ليس على فعل الإيمان بل على مقدماته من تعريفنا إياه [1] وتمكيننا منه وحضور أسبابه والأقدار على شرائطه . قال : والسمع متأول ومعارض بمثله والترجيح معنا . أقول : هذا جواب عن الشبه النقلية بطريق إجمالي ، وتقريره أنهم قالوا : قد ورد في الكتاب العزيز ما يدل على الجبر كقوله تعالى : ( الله خالق كل شئ ) ( والله خلقكم وما تعملون ) ( ختم الله على قلوبهم ) ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا . والجواب أن هذه الآيات متأولة ، وقد ذكر العلماء تأويلاتها في كتبهم . وأيضا فهي معارضة بمثلها وقد صنفها [2] أصحابنا على عشرة أوجه : أحدها : الآيات الدالة على إضافة الفعل إلى العبد كقوله تعالى : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) ( إن يتبعون إلا الظن ) ( حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ( بل سولت لكم أنفسكم ) ( فطوعت له نفسه ) ( ومن يعمل سوءا يجز به ) ( كل نفس بما كسبت رهينة ) ( كل امرئ بما كسب رهين ) ( ما كان لي عليكم من
[1] كما في ( ص ) . وفي ( ش ز د ) : وتعريفنا إياه . [2] النسخة الثانية : وقد وضعتها ، والباقية : وقد صنفها .
428
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 428