نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 378
أقول : لما فرغ من البحث عن الحركة في الكم شرع في الحركة في الكيف أعني الاستحالة ، واستدل على ذلك بالحس فإنه يقضي بصيرورة الماء البارد حارا على التدريج وبالعكس وكذا في الألوان وغيرها من الكيفيات المحسوسة . واعلم أن الآراء لم تتفق على هذا ، فإن جماعة من القدماء أنكروا الاستحالة وافترقوا في الاعتذار عن الحرارة المحسوسة في الماء إلى قسمين : أحدهما ذهب إلى أن في الماء أجزاء نارية كامنة فيه فإذا ورد عليه نار من خارج برزت تلك الأجزاء وظهرت للحس ، والثاني ذهب إلى أن الأجزاء النارية ترد عليه من خارج وتداخله فيحس منه بالحرارة . والقولان باطلان فإن الحس يكذبهما ، أما الأول فلأن الأجزاء الكامنة يجب الاحساس بها عند مداخلة اليد لجميع أجزاء الماء وتفرقها قبل ورود الحرارة عليه ، ولما لم يكن كذلك دل على بطلان الكمون . وأما الثاني فلأنا نشاهد جبلا من كبريت تقرب منه نار صغيرة فيحترق ، مع أنا نعلم أنه لم يكن في تلك النار الصغيرة من الأجزاء النارية ما يلاقي الجبل ويغلب عليه حسا . قال : وفي الأين والوضع ظاهر . أقول : وقوع الحركة في هاتين المقولتين أعني الأين والوضع ظاهر ، لكن الشيخ ادعى أنه الذي استخرج وقوع الحركة في الوضع ، وقد وجد في كلام أبي نصر الفارابي وقوعها فيه . ( واعلم ) أن الحركة في الوضع وإن استلزمت حركة الأجزاء في الأين لكن ذلك باعتبار آخر مغاير لاعتبار حركة الجميع في الوضع . قال : وتعرض لها وحدة باعتبار وحدة المقدار والمحل والقابل . أقول : الحركة منها واحدة بالعدد ومنها كثيرة ، أما الواحدة فهي الحركة
378
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 378