نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 343
العلم عما من شأنه أن يكون عالما ، وبهذا المعنى يقابل العلم والاعتقاد مقابلة العدم والملكة . والمركب هو اعتقاد الشئ على خلاف ما هو عليه وهو قسم للاعتقاد إذ الاعتقاد جنس للجهل وغيره ، ويسمى الأول بسيطا نظرا إلى عدم تركبه والثاني مركبا لتركبه من اعتقاد وعدم مطابقة . قال : والظن ترجيح أحد الطرفين وهو غير اعتقاد الرجحان . أقول : الظن ترجيح أحد الطرفين - أعني طرف الوجود وطرف العدم - ترجيحا غير مانع من النقيض ، ولا بد من هذا القيد ليخرج الاعتقاد الجازم . واعلم أن رجحان الاعتقاد مغاير لاعتقاد الرجحان ، لأن الأول ظن لا غير والثاني قد يكون علما . قال : ويقبل الشدة والضعف وطرفاه علم وجهل . أقول : لما كان الظن عبارة عن ترجيح الاعتقاد من غير منع النقيض وكان للترجيح مراتب داخلة بين طرفي شدة في الغاية وضعف في الغاية كان قابلا للشدة والضعف ، وطرفاه العلم الذي لا مرتبة بعده للرجحان والجهل البسيط الذي لا ترجيح معه البتة أعني الشك المحض . المسألة الثانية والعشرون في النظر وأحكامه قال : وكسبي العلم يحصل بالنظر مع سلامة جزئيه ضرورة . أقول : قد بينا أن العلم ضربان : ضروري لا يفتقر إلى طلب وكسب ، ونظري يفتقر إليه . فالثاني هو المكتسب بالنظر وهو ترتيب أمور ذهنية للتوصل إلى أمر مجهول ، فالترتيب جنس بعيد لأنه كما يقع في الأمور الذهنية كذلك يقع في الأشياء الخارجية ، فالتقييد بالأمور الذهنية يخرج الأخير عنه . ثم الترتيب الخاص قد يراد لاستحصال ما ليس بحاصل ، وقد لا يكون كذلك .
343
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 343