نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 340
أما القوى النفسانية فيقال : عقل علمي وعقل عملي ، أما العلمي فأول مراتبه الهيولاني وهو الذي من شأنه الاستعداد المحض من غير حصول علم ضروري أو كسبي . وثانيها العقل بالملكة وهو الذي استعد بحصول العلوم الضرورية لإدراك النظريات فصار له بتلك الأوليات ملكة الانتقال إلى النظريات ، وأعلى درجات هذه المرتبة ما يسمى القوة القدسية ، وأدناها مرتبة البليد الذي تثبت أفكاره دون حصول مطالبه ، وبين هاتين الدرجتين درجات متفاوتة في القرب والبعد بحسب شدة الاستعداد وضعفه . وثالثها العقل بالفعل وهو أن تكون النفس بحيث متى شاءت استحضرت العلوم النظرية المكتسبة من العلوم الضرورية لا على أنها بالفعل موجودة . ورابعها العقل المستفاد وهو حصول تلك النظريات بالفعل وهو آخر درجات كمال النفس في هذه القوة . وأما العملي فيطلق على القوة التي باعتبارها يحصل التمييز بين الأمور الحسنة والقبيحة ، وعلى المقدمات التي يستنبط بها الأمور الحسنة والقبيحة ، وعلى فعل الأمور الحسنة والقبيحة . المسألة الحادية والعشرون في الاعتقاد والظن وغيرهما قال : والاعتقاد يقال لأحد قسميه . أقول : الاعتقاد من الأمور الضرورية ، لكن اختلفوا في أنه هل هو من قبيل العلوم أو جنس مغاير لها ؟ فقال جماعة بالأول ، وذهب أبو الهذيل العلاف إلى الثاني ، وأبطله أبو علي الجبائي بأنه لو كان كذلك لكان إما مثلا للعلم وهو المطلوب أو ضدا فلا يجتمعان مع أنهما قد يجتمعان أو مخالفا فلا ينتفيان بالضد الواحد .
340
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 340