responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 331


ومنعه آخرون وهو الحق ، لأنا قد بينا أن التعقل هو حصول صورة مساوية للمعلوم في العالم ، وصور الأشياء المختلفة تختلف باختلافها فلا يمكن أن تكون صورة واحدة لمختلفين فلا يتعلق علم واحد باثنين وإنما جوز ذلك من جعل العلم أمرا وراء الصورة .
قال : كالحال والاستقبال .
أقول : هذا إشارة إلى إبطال مذهب جماعة من المعتزلة ذهبوا إلى أن العلم بالاستقبال علم بالحال عند حضور الاستقبال ، فقالوا : إن العلم بأن الشئ سيوجد علم بوجوده إذا وجد . وإنما دعاهم إلى ذلك ما ثبت من أن الله تعالى عالم بكل معلوم ، فإذا علم أن زيدا سيوجد ثم وجد فإن زال العلم الأول وتجدد علم آخر لزم كونه تعالى محلا للحوادث وإن لم يزل كان هو المطلوب . وهذا خطأ فاحش فإن العلم بأن الشئ سيوجد علم بالعدم الحالي والوجود في ثاني الحال ، والعلم بأن الشئ موجود غير مشروط بالعدم الحالي بل هو مناف له فيستحيل اتحادهما . والوجه في حل الشبهة المذكورة ما التزمه أبو الحسين هنا من أن الزائل هو التعلقات الحاصلة بين العلم والمعلوم لا العلم نفسه ، وسيأتي زيادة تحقيق في هذا الموضع [1] إن شاء الله تعالى .
قال : ولا يعقل إلا مضافا فيقوى الإشكال مع الاتحاد .
أقول : اعلم أن العلم وإن كان من الكيفيات الحقيقية القائمة بالنفس فإنه لا يعقل إلا مضافا إلى الغير ، فإن العلم علم بالشئ ولا يعقل تجرده عن الإضافة حتى أن بعضهم توهم أنه نفس الإضافة [2] الحاصلة بين العالم والمعلوم ولم يثبت



[1] كما في ( م ش ز د ) وفي ( ص ) وحدها : في هذا الموضوع .
[2] وهو الفخر الرازي وأتباعه ، قال الفخر : لست أفتي أن العلم من أي مقولة إن لم يكن من مقولة الإضافة ، إنتهى . أقول : لو سئل الفخر عن علمه بنفسه فيقال له : هل العلم حاصل لنفسك بذاتها أم لا ؟ فيقر بعدم الإضافة لأن بين الشئ ونفسه لا يتحقق إضافة . ثم العجب أنه كيف ذهب إلى أن أشرف البضاعة الانسانية هو أضعف المقولات الاعتباري ، وإنما ذهب في العلم إلى الإضافة ليندفع عنه بعض الشكوك الموردة على كون الادراك صورة وتفصيل ذلك يطلب في شرح الخواجة على الفصل السابع من نفس الإشارات في العلم . قال صدر المتألهين في الفصل الحادي عشر من الطرف الأول من المسلك الخامس من الأسفار ( ج 1 ط 1 ص 288 ) والعجب من هذا المسمى بالإمام كيف زلت قدمه في باب العلم حتى صار الشئ الذي به كمال كل حي وفضيلة كل ذي فضل والنور الذي يهتدي به الانسان إلى مبدئه ومعاده ، عنده من أضعف الأعراض وأنقص الموجودات التي لا استقلال لها في الوجود ؟ أما تأمل في قوله تعالى في حق السعداء : ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ) ؟ أما تدبر في قول الله سبحانه ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) ؟ وفي قوله : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ؟ ألم ينظر في معنى قول رسوله عليه وآله السلام : الإيمان نور يقذفه الله في قلب المؤمن ؟ فهذا وأمثاله كيف تكون حقيقتها حقيقة الإضافة التي لا تحصل لها خارجا وذهنا إلا بحسب تحصل حقيقة الطرفين ؟ ! . وقال في الفصل الرابع من القسم الثاني من الجواهر والأعراض من الأسفار ( ج 2 ط 1 ص 39 ) : قال فخر المناظرين - إلى قوله : - وأما العلم والإدراك مطلقا فليس كما زعمه هذا النحرير - يعني به فخر المناظرين - عبارة عن إضافة محضة بين العالم ومعلومه من غير حاجة إلى وجود صورة ، وإلا فلم يكن منقسما إلى التصور والتصديق ، ولا أيضا متعلقا بالمعدوم حين عدمه ، ولا أيضا حصل علم الشئ بنفسه ، إذ لا إضافة بين الشئ والمعدوم ، ولا بينه وبين نفسه ، بل المراد بالعلم هو نفس الصورة الموجودة المجردة . . الخ .

331

نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست