نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 314
يمكن اجتماع ميلين طبيعي وقسري على حد الصرافة بل يكون الجسم أبدا ذا حال متوسط بين الميل القسري الشديد والطبيعي الشديد . قال : ولولا ثبوته لتساوى ذو العائق وعادمه . أقول : هذا إشارة إلى الدليل على وجود الميل الطبيعي في كل جسم [1] قابل للحركة القسرية ، وتقريره أن المتحرك إذا كان خاليا عن المعاوقة وقطع بميله القسري مسافة ما فإنه يقطعها في زمان ، فإذا فرضناه ممنوا بالمعاوقة قطعها في زمان أطول ، فإذا فرضناه مع معاوقة أقل من الأولى على نسبة الزمانين قطعها في زمان مساو لزمان عديم المعاوقة ، وذلك محال قطعا لامتناع تساوي زماني عديم المعاوقة وواجدها . قال : وعند آخرين هو جنس بحسب عدد الجهات ومتماثل ومختلف باعتبارها . أقول : لما فرغ من البحث عن الميل وأحكامه على رأي الأوائل شرع في
[1] هذا لو لم يكن القول بقوة جاذبة الأرض حاكما عليه . وقد ذهب ثابت بن قرة من علماء صدر الاسلام إلى القول بتجاذب الأرض كما نص به المتأله السبزواري في شرح الأسماء حيث قال في شرح الفصل السادس من الجوشن الكبير عند قوله عليه السلام : يا من استقرت الأرضون بإذنه : وقال ثابت بن قرة : سببه - أي سبب ميل الأجزاء الثقيلة من جميع الجوانب إلى المركز - طلب كل جزء موضعا يكون فيه قربه من جميع الأجزاء قربا متساويا إذ عنده ميل المدرة إلى السفل ليس لكونها طالبة للمركز بالذات بل لأن الجنسية منشأ الانضمام ، فقال : لو فرض أن الأرض تقطعت وتفرقت في جوانب العالم ثم أطلقت أجزاؤها لكان يتوجه بعضها إلى بعض ويقف حيث يتهيأ تلاقيها ( ص 53 ط 1 ) فبما قلنا دريت أن مذهب نيوتن في القوة الجاذبة للأرض ليس بمذهب بديع لم يكن قبل ولم يذهب إليه أحد وهو ممن نطق به وليس إلا . وأكثر الآراء الغربية الرائجة الدارجة في أصول المسائل العلمية كانت هكذا وما منها إلا وله أصل رصين في الصحف الاسلامية إلا أن الناس لغفلتهم عما في أيديهم يأكلون نعمهم ويشكرون الأغيار .
314
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 314