نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 310
أقول : ذهب آخرون من الأوائل إلى أن الكيفيات هي الأمزجة وهو خطأ ، لأن المزاج كيفية متوسطة بين الحار والبارد يحصل من تفاعلهما والحرارة والبرودة من الكيفيات الملموسة فيكون المزاج منها ، فاللون والطعم مما ليس بملموس يكون مغايرا للمزاج وإن كان تابعا له لكن التابع مغاير للمتبوع . المسألة الخامسة في البحث عن الملموسات قال : فمنها أوائل الملموسات وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ، والبواقي منتسبة إليها . أقول : لما كانت الكيفيات الملموسة أظهر عند الطبيعة لعمومها بالنسبة إلى كل حيوان قدم البحث عنها . واعلم أن الكيفيات الملموسة إما فعلية أو انفعالية أو ما ينسب إليهما ، فالفعلية كيفيتان هما الحرارة والبرودة ، والمنفعلة اثنتان هما الرطوبة واليبوسة ، ونعني بالفعلية ما تفعل الصورة بواسطتها في المادة ، وبالمنفعلة ما تنفعل المادة باعتبارها . وإنما كانت الأوليان فعليتين والأخريان منفعلتين وإن كانت المادة تنفعل باعتبارهما لأن الأوليين تفعلان في الأخريين دون العكس ، وأما باقي الكيفيات الملموسة كاللطافة والكثافة واللزوجة والهشاشة والجفاف والبلة والثقل والخفة فإنها تابعة لهذه الأربعة . قال : فالحرارة جامعة للمتشاكلات ، مفرقة للمختلفات ، والبرودة بالعكس . أقول : الحرارة من شأنها إحداث الخفة والميل الصاعد ويحصل بسبب ذلك الحركة ، فإذا وردت الحرارة على المركب وسخنته طلب الألطف الصعود قبل غيره لسرعة انفعاله فاقتضى ذلك تفريق أجزاء المركب المختلفة ، فإذا صعد الألطف جامع مشاكله ، فمن هاهنا قيل : إنها تقتضي جمع المتشاكلات وتفريق المختلفات ، وأما البرودة فإنها بالعكس من ذلك .
310
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 310