نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 29
< فهرس الموضوعات > المقصد الأول : في الاُمور العامّة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > وفيه فصول : < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الفصل الأول : في الوجود والعدم < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > المسألة الاُولى : في أنّ الوجود والعدم لا يمكن تحديدهما < / فهرس الموضوعات > الفصل الأول في الوجود والعدم وتحديدهما بالثابت العين والمنفي العين أو الذي يمكن أن يخبر عنه ونقيضه [1] أو بغير ذلك يشتمل على دور ظاهر . أقول : في هذا الفصل مسائل مهمة جليلة ، هذه أولاها وهي أن الوجود والعدم لا يمكن تحديدهما . وأعلم أن جماعة من المتكلمين والحكماء حدوا الوجود والعدم ، أما المتكلمون فقالوا : الموجود هو الثابت العين ، والمعدوم هو المنفي العين . والحكماء قالوا : الموجود هو الذي يمكن أن يخبر عنه ، والمعدوم هو الذي لا يمكن أن يخبر عنه ، إلى غير ذلك من حدود فاسدة لا فائدة في ذكرها ، وهذه الحدود كلها باطلة لاشتمالها على الدور ، فإن الثابت مرادف للموجود ، والمنفي للمعدوم ، ولفظة ( الذي ) إنما يشار بها إلى متحقق ثابت ، فيؤخذ الوجود في حد نفسه . قال : بل المراد تعريف اللفظ إذ لا شئ أعرف من الوجود [2] .
[1] أي نقيض الذي يمكن أن يخبر عنه ، وذلك النقيض هو الذي لا يمكن أن يخبر عنه . وهو تعريف للمعدوم . وقوله : أو بغير ذلك ، مثل قولهم : الموجود هو الذي يكون فاعلا أو منفعلا ، أو الذي ينقسم إلى الفاعل والمنفعل ، أو ينقسم إلى الحادث والقديم ، والمعدوم على خلافها . [2] لا شئ أعرف من الوجود إذ لا معنى أعم منه ، والأعم لكون شروطه ومعانداته أقل يناسب جوهر النفس الناطقة البسيطة ، كما أن كل قوة مدركة تجانس مدركها ، وحكم المجانسة بين الغذاء والمغتذي سار في كل واحدة منهما ، لذا قال الشيخ في إلهيات الشفاء ( ج 2 ص 75 ط 1 ) : يشبه أن تكون الكثرة أعرف عند تخيلنا ، والوحدة أعرف عند عقولنا . وفي الحكمة المنظومة للمتأله السبزواري ( ص 103 ) : وسر أعرفية الأعم سنخية لذاتك الأتم ووحدة عند العقول أعرف وكثرة عند الخيال أكشف واعلم أن التعبير عن متن الأعيان وحقيقة الحقائق وجوهر الجواهر عسير جدا ، والتعبير عنه بالوجود تعبير عن الشئ بأخص أوصافه الذي هو أعم المفهومات ، إذ لو وجد لفظ يكون ذا مفهوم محصل أشمل من ذلك وأبين لكان أقرب إليه وأخص به ، وكان ذلك هو الصالح لأن يعبر به عنه . ولما لم يكن بين الألفاظ المتداولة لفظ أحق من الوجود إذ معناه أعم المفهومات حيطة وشمولا وأبينها تصورا وأقدمها تعقلا وحصولا ، اختاروه وعبروا به عنه . ويعبرون عنه بالحق أيضا فالوجود هو الحق ، وإن شئت قلت : الوجود من حيث هو هو ، هو الحق سبحانه ، والوجود الذهني والخارجي والأسمائي ظلاله . فالوجود هو عين كل شئ في الظهور ، ما هو عين الأشياء في ذواتها ، سبحانه وتعالى بل هو هو ، والأشياء أشياء ، فتدبر . والخوض غير حري بالمقام . وينبغي ها هنا الفرق بين المفهوم والعين ، والتوجه إلى عدم المناسبة بين المتناهي وغير المتناهي . والمطلق ومقيده ، وإن كان كل واحد من المطلق والمقيد مرآة للآخر بوجه ، فافهم .
29
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 29