نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 268
وصف التجرد وهو سلبي مشاركتها له في الحقيقة فلهذا لم يجزم المصنف رحمه الله بنفي هذه الجواهر المجردة . قال : وأدلة وجوده مدخولة كقولهم : الواحد لا يصدر عنه أمران ، ولا سبق لمشروط باللاحق في تأثيره أو وجوده ، ولا لما انتفت صلاحية التأثير عنه لأن المؤثر هنا مختار . أقول : لما بين انتفاء الجزم بعدم الجوهر المجرد الذي هو العقل شرع في بيان انتفاء الجزم بثبوته وذلك ببيان ضعف أدلة المثبتين . واعلم أن أكثر الفلاسفة ذهبوا إلى أن المعلول الأول هو العقل الأول [1] وهو موجود مجرد عن الأجسام والمواد في ذاته وتأثيره معا ، ثم إن ذلك العقل يصدر عنه عقل وفلك لتكثيره باعتبار كثرة جهاته الحاصلة من ذاته ومن فاعله ، ثم يصدر عن العقل الثاني عقل ثالث وفلك ثان وهكذا إلى أن ينتهي إلى العقل الأخير وهو المسمى بالعقل الفعال ، وإلى الفلك الأخير التاسع وهو فلك القمر . واستدلوا على إثبات الجواهر المجردة التي هي العقول بوجوه : الأول : قالوا : إن الله تعالى واحد فلا يكون علة للمتكثر فيكون الصادر عنه واحدا فلا يخلو إما أن يكون جسما أو مادة أو صورة أو نفسا أو عرضا أو عقلا ، والأقسام كلها باطلة سوى الأخير . أما الأول فلأن كل جسم مركب من المادة والصورة ، وقد بينا أن المعلول الأول يكون واحدا وإلى هذا القسم أشار بقوله : الواحد لا يصدر عنه أمران . وأما الثاني : فلأن المادة هي الجوهر القابل فلا تصلح للفاعلية ، لأن نسبة
[1] المعلول هو المخلوق وقد اعتبر في الخلق التقدير فينبغي أن يفرق ويميز في هذا المقام بين أول ما صدر وبين أول ما خلق . أما الصادر الأول فهو نور مرشوش ورق منشور عليها جميع الكلمات النورية الخلقية من العقل الأول إلى آخر الخلق . والبحث عن ذلك بالتفصيل والاستيفاء موكول إلى محله . ولعل ما في رسالتنا الفارسية الموسومة بالوحدة في نظر الحكيم والعارف يجديك في المقام .
268
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 268