نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 40
والإنجيل ، بل كتب الضلال كلها لنقضها أو للاحتجاج بها على من يعتقد بها . وعليه ، فلعل اقتناء أهل البيت عليهم السلام لهذه الكتب كان لأجل هذه الغاية ، فلا يستخرجون شيئا منها إلا وقت الحاجة إليه ، كما صنع الإمام عليه السلام مع بريه . وقد ورد ما يشهد لذلك في كتبهم ، فقد قال الشيخ محمد بن علي الصبان : إن المهدي يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية ، وأسفار التوراة من جبل بالشام ، يحاج بها اليهود ، فيسلم كثير منهم [1] . ومما ينبغي بيانه ههنا أن الكتب السماوية التي في أيدي الناس لا ريب في كونها من كتب الضلال ، بسبب ما دخلها من التحريف ، وأما ما عند أهل البيت عليهم السلام من كتب الأنبياء السابقين فهي وإن كانت منسوخة قد انتهى أمد العمل بها ، إلا أنها لا تشتمل على ضلال ، لأن الله سبحانه لا يقول إلا الحق ، ولا ينزل إلى الناس باطلا . قال صاحب الجواهر أعلى الله مقامه : ليس من كتب الضلال كتب الأنبياء السابقين ، ما لم يكن فيها تحريف ، إذ النسخ لا يصيرها ضلالا ، ولذا كان بعضها عند أئمتنا عليهم السلام ، وربما أخرجوها لبعض أصحابهم ، بل ما كان منها مثل الزبور ونحوه من أحسن كتب الرشاد ، لأنها ليست إلا مواعظ ونحوها على حسب ما رأينا ، والله أعلم [2] . ولهذا قال الإمام عليه السلام في حديث الكافي الذي نحن بصدد الكلام فيه :
[1] إسعاف الراغبين ص 150 ، وأخرج السيوطي في كتابه العرف الوردي في أخبار المهدي المطبوع ضمن الحاوي للفتاوي 2 / 81 نقلا عن أبي عمرو الداني في سننه ، عن ابن شورب قال : إنما سمي المهدي لأنه يهدى إلى جبل من جبال الشام ، يستخرج منه أسفار التوراة ، يحاج بها اليهود فيسلم على يديه جماعة من اليهود . [2] جواهر الكلام 22 / 60 .
40
نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 40