نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 178
وأقول : مما يؤسف له أن يعمد الجزائري للتدليل على حقائقه إلى اختلاق أحاديث مكذوبة ينسبها إلى الكافي ، لتكفير طائفة كبيرة من طوائف المسلمين . ومع أن هذين الحديثين لا يشبهان أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، ولم يسبق أن قرأتهما لا في الكافي ولا في غيره ، فإني بحثت عنهما فيه وفي باقي الكتب الأربعة فلم أجد لهذين الحديثين عينا ولا أثرا . نعم الذي وجدته مرويا في صفحة 107 من روضة الكافي بسند ضعيف [1] مكاتبة الإمام الكاظم عليهم السلام لعلي بن سويد ، وهي مشتملة على أجوبة مسائل عديدة سئل عنها الإمام عليهم السلام . ومما جاء في هذه المكاتبة قوله عليهم السلام : وسألت عن رجلين اغتصبا رجلا مالا كان ينفقه على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل وفي سبيل الله ، فلما اغتصباه ذلك لم يرضيا حيث غصباه حتى حملاه إياه كرها فوق رقبته إلى منازلهما ، فلما أحرزاه توليا إنفاقه ، أيبلغان بذلك كفرا ؟ فلعمري لقد نافقا قبل ذلك ، وردا على الله عز وجل كلامه ، وهزئا برسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهما الكافران ، عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . وهذه الفقرة الأخيرة هي التي نقلها الجزائري في الحديث الذي احتج به بعد أن وضع لها سؤالا من عنده ، ليلائم الغرض الذي يريده . وكيف كان ، فلا يمكن أن نقول : إن المراد بالرجلين المذكورين في هذه المكاتبة أبو بكر وعمر ، إلا بحمل ألفاظ الحديث على ما لا تحتمله ، فإن المال
[1] روي هذا الحديث بثلاثة طرق . الأول منها في سنده سهل بن زياد ، وقد مر تضعيفه ، ومحمد بن منصور الخزاعي وهو مجهول . والطريق الثاني : فيه حمزة بن بزيع ، وهو واقفي ضعيف . والطريق الثالث : فيه محمد بن منصور ، وهو الخزاعي المذكور آنفا .
178
نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 178