نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 173
جاء في روضة الكافي للكليني صاحب كتاب الكافي ص 202 قوله : عن حنان ، عن أبيه ، عن أبي جعفر قال : ارتد الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة هم : المقداد وسلمان وأبو ذر . كما جاء في تفسير الصافي - والذي هو من أشهر وأجل تفاسير الشيعة وأكثرها اعتبارا - روايات كثيرة تؤكد هذا المعتقد ، وهو أن أصحاب رسول الله قد ارتدوا بعد وفاته إلا آل البيت ونفرا كسلمان وعمار وبلال رضي الله تعالى عنهم . وأقول : هذا الحديث لم يروه الكليني في الكافي بهذا اللفظ [1] ، لا في الروضة ولا في غيرها ، بل ولم يرد له ذكر في باقي الكتب الأربعة المشهورة عند الإمامية ، وإنما جاء مرويا في رجال الكشي [2] وبعض الكتب الأخرى التي لا يعول عليها في إثبات الأحاديث . ومع ذلك فهذا الحديث لا يدل على ما عنون به الجزائري حقيقته هذه ، فإن الارتداد في اللغة هو الرجوع عن الشئ . قال عز من قائل ( فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا ) [3] ، وقال ( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) [4] ، وقال ( مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم ) [5] . وإذا أريد بالارتداد الرجوع عن الدين قيد ، ولهذا لم يرد في كتاب
[1] بل رواه بلفظ آخر سنذكره قريبا إن شاء الله ، ولعل عدول الجزائري عنه إلى الحديث الذي احتج به على حقيقته مع أنه لم يرو في الكافي ، إنما كان لأن الحديث الذي ذكره يوهم في الجلالة على مطلوبه أكثر من غيره ، والله أعلم . [2] اختيار معرفة الرجال ، ص 5 . [3] سورة يوسف ، الآية 96 . [4] سورة النمل ، الآية 40 . [5] سورة إبراهيم ، الآية 43 .
173
نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 173