نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 164
عن التهمة بكل وجه قدر عليه . ومن البين أن علماء الشيعة الأبرار - رحم الله الماضين منهم ، وحفظ الباقين - هم الصلحاء الأتقياء الزهاد العباد ، الذين لم يسيروا كغيرهم في ركاب سلاطين الجور ، ولم يأكلوا من فتات موائدهم ، ولم يحللوا لهم الحرام ، ويحرموا لهم الحلال ، ولم يصححوا أخطاءهم ، ويبرروا قبائحهم ، ولو أرادوا ذلك لعرفوا الطريق إليه ، وسعوا في الحرص عليه [1] . وهم مع ذلك لم يغرروا بأحد من الشيعة ولا من غيرهم ، وحسبك أنهم أوجبوا على كل مكلف أن يأخذ أصول دينه ومعتقداته الحقة بالدليل القطعي لا بالاتباع والتقليد ، وأكدوا على ذلك في كتبهم الكلامية ، وهذه طريقة لا يتبعها من يريد أن يغرر بالعوام من الناس ، ويسعى لإضلالهم عن سبيل الله ، وإبعادهم عن دين الله . وأما قوله : إن علماء الشيعة قد اقتطعوا الشيعة من جسم أمة الإسلام ، وأبعدوهم عن طريق آل البيت باسم نصرة آل البيت فيرده أن متابعة الشيعة لأئمة أهل البيت عليهم السلام مما لا يرتاب فيه منصف عاقل ، ولا
[1] قال المناوي في فيض القدير 2 / 419 : لما مات [ عمر ] بن عبد العزيز أراد القائم من بعده أن يمشي على نمطه ، حتى شهد له أربعون شيخا بأن الخليفة لا حساب عليه ولا عقاب . ويكفي شهادة المناوي في وصف أكثر علماء زمانه الذين يظهر منه أنهم من علماء أهل السنة ، حيث قال : وأكثر علماء الزمان ضربان : ضر منكب على حطام الدنيا ، لا يمل من جمعه ، وتراه شهره ودهره يتقلب في ذلك كالهمج في المزابل ، يطير من عذرة إلى عذرة ، وقد أخذت الدنيا بمجامع قلبه ، ولزمه خوف الفقر وحب الاكثار . . . . وضرب هم أهل تصنع ودهاء وخداع وتزين للمخلوقين وتملق للحكام ، شحا على رئاستهم ، يلتقطون الرخص ، ويخادعون الله بالحيل ، ديدنهم المداهنة ، وساكن قلوبهم المنى ، طمأنينتهم إلى الدنيا ، وسكونهم إلى أسبابها . . .
164
نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 164