نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 143
ولو سلمنا بدلالة الحديث على ذلك فمع ضعف سنده لا يصلح للاحتجاج به على شئ . ومع الإغماض عن ذلك ، وتسليم أن الشيعة يعتقدون أن الإمام الكاظم عليه السلام قد فداهم من غضب الرب وعذابه ، فهذا لا يستلزم أن تكون عقيدة الشيعة والنصارى واحدة ، لأن النصارى يعتقدون ذلك في المسيح عليه السلام لا الإمام الكاظم ، ولو سلمنا بأن الشيعة يعتقدون الفداء من الإمام الكاظم عليه السلام ، فهم لا يعتقدون ذلك من المسيح عليه السلام ، ومجرد تشابه المعتقدات من بعض الجهات لا يعني اتحادها ، فإن النصارى يعتقدون أن المسيح عليه السلام هو خاتم الأنبياء ، والمسلمون يعتقدون أن خاتمهم هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا لا يعني اتحاد المسلمين والنصارى في إحدى العقائد ، وإلا لكان المسلمون والوثنيون وعباد غير الله سبحانه متحدين في عقيدة الربوبية ، وهذا باطل بالاتفاق . هذا مع أن مجرد الاتحاد بين الأديان في بعض المعتقدات لا يدل على اتحادها في كل العقائد ، فإن المسلمين والنصارى يعتقدون بنزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ، وهذا لا يعني اتحاد المسلمين والنصارى في عقائدهم حتى يترتب على أولئك ما يترتب على هؤلاء ، ويلزم إحدى الطائفتين ما يلزم الأخرى . والحاصل أن الشيعة والنصارى لم تتحد عقيدتهم في هذه المسألة التي ذكرها ، وهي عقيدة الصلب والفداء ، ولو سلمنا جدلا باتحادهم فيها ، فهذا لا يعني أن عقائد الشيعة والنصارى واحدة كما هو واضح . ومنه يتضح وجه المغالطة الواهية في قوله : فالشيعة إذن والنصارى عقيدتهم واحدة ، والنصارى كفار بصريح كتاب الله عز وجل ، فهل يرضى الشيعي بالكفر بعد الإيمان ؟ !
143
نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 143