نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 142
قال الجزائري : 4 - اتحاد الشيعة والنصارى في عقيدة الصلب والفداء ، فكما أن النصارى يعتقدون أن عيسى فدى البشرية بنفسه ، إذ رضي بالصلب تكفيرا عن خطيئة البشرية ، وفداء لها من غضب الرب وعذابه ، فكذلك الشيعة يعتقدون بحكم هذه الحقيقة أن موسى الكاظم خيره ربه بين إهلاك شيعته أو قتل نفسه ، فرضي بالقتل وفدى الشيعة من غضب الرب وعذابه ، فالشيعة إذن والنصارى عقيدتهما واحدة ، والنصارى كفار بصريح كتاب الله عز وجل ، فهل يرضى الشيعي بالكفر بعد الإيمان ؟ قد هيؤوك لأمر لو فطنت له * فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل والجواب : أنا قد أوضحنا أن الحديث الذي بنى عليه الجزائري حقيقته هذه مع ضعفه لا يدل على ما ادعى الجزائري دلالته عليه ، والذي دل عليه الحديث - كما مر مكررا - أن الإمام عليه السلام قد وقى الشيعة بنفسه لئلا يقتلهم هارون الرشيد ، لا أن قتله عليه السلام كان تكفيرا عن ذنوب الشيعة وفداء لهم من غضب الرب وعذابه كما زعم الجزائري . ولعل غضب الله عليهم إنما كان لتركهم التقية كما تقدم ، إذ صرحوا باسم الإمام عليه السلام ، أو لأنهم تركوا طاعة الإمام عليه السلام فعملوا ما يستوجب غضب الرشيد ، فرأى الإمام عليه السلام أنه إن نجا بنفسه تتبع الرشيد الشيعة ولاحقهم ، فإما أن يهلكهم ، أو يظفر بالإمام عليه السلام ، فاختار الإمام عليه السلام أن يظهر للرشيد وقاية للشيعة مما يتوقع نزوله بهم من القتل . فالإمام عليه السلام أخبر بأنه فعل ما يوجب حفظ الشيعة وحقن دمائهم مع ما صدر منهم من الأفعال التي نتج عنها تعريض الإمام عليه السلام للقتل . والحاصل أن الحديث لا يدل على أن الإمام فدى الشيعة من غضب الله وعذابه حتى يلزم منه اتحاد الشيعة والنصارى في عقيدة الصلب والفداء .
142
نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 142