نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 115
يستبعد أن يحوي علي عليه السلام ألف باب من العلم ، يفتح له من كل باب ألف باب ، مع قرب منزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكثرة ملازمته له ، وطول صحبته ، وكثرة مساءلته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وشدة ذكائه ، وقوة حافظته كما مر بيانه مفصلا ؟ ! هذا مضافا إلى أن عليا عليه السلام قد أحاط بعلوم القرآن كما مر من قوله عليه السلام : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت وأين نزلت . وقوله عليه السلام : سلوني عن كتاب الله ، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار ، في سهل أم في جبل . وقول ابن مسعود رضي الله عنه أن عليا عليه السلام أوتي علم الظاهر والباطن . وقد تقدم [1] . هذا كله مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها [2] . وأما إذا أراد أن ما جاء في الحديث من أن الجامعة هي من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو كذب على النبي صلى الله عليه وآله ، فهذا أمر لا يجزم بعدم وقوعه ، فلا يصح نفيه ، ولا سيما أن الأحاديث التي سقناها إليك آنفا قد دلت على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيرا ما كان ينتجي عليا عليه السلام فيخصه بما شاء ، وكان علي عليه السلام يسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيجيبه ، بل كان يبتدؤه بالتعليم ابتداءا فيفيده ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يكتب بعض ما سمعه من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وعليه فلا استبعاد ولا غرابة في أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أملى على أمير المؤمنين عليه السلام صحيفة جامعة في الحلال والحرام ، ولا سيما أن
[1] تقدم في ص 63 . وراجع الطبقات الكبرى 2 / 338 . [2] صححه الحاكم في المستدرك 3 / 126 ، وحسنه السيوطي في تاريخ الخلفاء ، ص 159 ، وابن حجر والزركشي والعلائي كما في فيض القدير 3 / 46 ، 47 .
115
نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 115