لديه الوقت الكافي لقراءة كل ما يصدر من كتب ، وهي قد تعد بالمئات أو بالألوف . . فيؤيد هذا ، ويرفض ذاك . . 4 - واللافت هنا ، في حادثة أخرى مشابهة ، قد جُمِعَ بعد وفاة الشهيد أيضاً ، ومن أوراقه بالذات ، كتاب آخر حول الاقتصاد ، وطبع ، وحين ظهر أن هذا الكتاب يشتمل على أمور غير مقبولة ، أمر الإمام الخميني « رحمه الله » بجمع الكتاب ، ومنع من نشره . . وهذا الأمر معروف لدى المعنيين . وقد كان هذا الموقف من الإمام « رحمه الله » هو الصواب ، فإن الباحث قد يجمع مادة بحثه في أوراق ، ويسجل عليها ملاحظات للتذكير بأمر والالتفات إلى خصوصية حين الحاجة . وقد تأتي تلك الملاحظة تامة ، أو ناقصة ، لكنها كافية للانطلاق منها ، لما يريد قوله ، فيستفيد منها حين تحين له الفرصة . . وقد يقبل ما فيها ، أو يناقشه ويرده . . أما أن تجمع تلك القصاصات ، وتؤلف ، ثم ينسب ما فيها إلى ذلك الذي كان جمعها ، فذلك مما لا يصح ، ومما لا يقبله ولا يرضاه منصف . . وهذا بالذات هو ما جرى في قصة « الملحمة الحسينية » ، فإنها قد جمعت من أوراق وقصاصات ، ومن محاضرات ، أو أحاديث ، ثم نسبت إليه « رحمه الله » . . 5 - إنه لو كانت تلك الأفكار قد نضجت عند الشهيد مطهري « رحمه الله » ، وأصبحت صالحة للنشر ، لبادر هو إلى تسجيلها ، وصياغتها ثم نشرها . . ولكنه لم يفعل ذلك . . لعله لأجل أنه لم يجد الفرصة لإعادة النظر في تلك الأفكار . . ولعله لأنه قد تراجع عن بعض ما قاله فيها ، لا سيما بعد أن مرت على بعضها عدة سنوات . . ولعله . . ولعله . . 6 - وأهم نقطة نحب أن نذكر بها هنا ، هي أن من غرائب الأمور هنا : أننا