ونقول : 1 - إننا على كثرة مجالس العزاء التي حضرناها وسمعناها لم نسمع ولا مرة واحدة : أن ليلى قد احتضنت ابنها في ساحة الوغى ، ولا نقله لنا أحد . ولا قرأناه في كتاب ، وذلك يفيد : أن ما سمعه « رحمه الله » إنما كان حالة خاصة محصورة بأشخاص بأعيانهم ، ولم يصبح جزءاً من تاريخ كربلاء يتداوله الناس أينما كانوا ، وحيثما وجدوا . 2 - كما أننا لم نسمع أي شيء عن ليلى مما يدخل في دائرة الخيال المحض . لا بالنسبة لليلى وهي في فسطاطها ، ولا بالنسبة لها حين كانت تلاحظ ولدها من بعيد وهو في ساحة الوغى ! ! . فنحن نستغرب هذه الأقوال كما يستغربها ، ونرفضها كما يرفضها . 3 - البحث العلمي ، والدراسة والاستدلال ، والحديث ينبغي أن يتجه لمعالجة ما أصبح تاريخاً متداولاً ، يتلقاه الناس بالقبول والرضا ، لا أن يكون عن نزوات أشخاص منحرفين أو يعانون من عقدة ، فإن معالجة هذا النوع من الأمراض له مجالات وسبل أخرى تربوية وغيرها . عاشراً : حتى لو كتم التاريخ : ولنفترض جدلاً ، أن ما قدمناه وكذلك ما سيأتي من دلائل وشواهد لا يكفي للقول بأن التاريخ قد صرح بحضور ليلى في كربلاء يوم العاشر من المحرم ، رغم أن أقل القليل منه يكفي للإشارة إلى وجود هذا القول . غير أننا نقول : إن عدم ذكر التاريخ لذلك - لو صح - فإنه لا يكون سنداً للنفي من الأساس إذ إن التاريخ قد سجل لنا أسماء عدد من الذين حضروا تلك الواقعة نساء ورجالاً وأطفالاً . . ولكنه عجز عن ذكر أسماء الكثيرين الآخرين منهم ، بل أهمل ذكر أسماء الأكثرية الساحقة في وقائع مختلفة ،