يحيي الضمير ويطلق الوجدان من أسر الهوى ، ومن عقال الغفلات ، ويبعده عن دائرة الهروب ، واللامبالاة . كما خطط الأئمة « عليهم السلام » لذلك حين أقاموا مجالس العزاء هذه ، بل لقد روي أن الإمام الرضا « عليه السلام » قد شارك دعبلاً ببيتين من الشعر يكون بهما تمام قصيدته ، بما لها من المضمون الحزين المثير للبكاء . ولتكن قصة ذبح إبراهيم لإسماعيل ، وقصة حجر بن عدي الذي عمل على ان يقتل ولده قبله ، وكذلك الإمام الحسين وأصحابه وأهل بيته في كثير من مفردات كربلاء . ثم ما جرى على سيدة النساء ، وعلى أمير المؤمنين ، وعلى الإمام الحسن « عليهم السلام » وسائر مواقف الجهاد والتحدي - نعم ليكن ذلك كله وسواه هو تلك الوسائل والمفردات التي أراد الله لها أن تخدم ذلك الهدف السامي والنبيل . الارتفاع إلى مستوى الخطاب الحسيني : وبعد . . فإن علينا أن نرتفع بالناس إلى مستوى الخطاب الحسيني ، من خلال تبني مناهج تربوية وتثقيفية في مجالات العقيدة والإيمان ، تهتم بتعريف الناس على المعايير والضوابط المعرفية والإيمانية . وتقدم لهم ثقافة تجعلهم يطلون من خلالها على مختلف حقائق هذا الدين ، وعلى آفاقه الرحبة ، وليميزوا من خلال هذه الثقافة بالذات بين الأصيل والدخيل وبين الخالص والزائف في كل ما يعرض عليهم ، أو يواجههم ، في مختلف شؤون الدين والتاريخ والحياة . وليخرجوا بذلك عن أسر هذا الذي أدخل في وعيهم عن طريق التلقين الذكي : أن الإسلام مجرد سياسة ، واقتصاد ، وعبادة ، وأخلاق ، وعلاقات اجتماعية . . فهو أشبه بالقانون منه بالدين الإلهي ، لأن هذا الفهم يهيئ لعملية