كلامهم ، وقبله منهم حميد بن مسلم ذاهلاً هو الآخر عن حقيقة الأمر ، أو غير مصدق له لكنه لم يشأ الاعتراض عليه . والدليل على ما نقوله هو أن زينب الحوراء كانت مخدرة ومحجوبة عن نظر الناس إليها ، فكيف يمكن أن يعرفها أفراد ذلك الجيش المشؤوم من مجرد رؤية وجهها ، إن كان قد انكشف ، فإن وجوه المخدرات لم تكشف إلا بعد استشهاد الإمام الحسين « عليه السلام » ، وسبي العيال و الأطفال ، مع أنها لم تكن لتكشف وجهها باختيارها أمام ذلك الجيش في أي من الظروف والأحوال . ولعل إطلاق اسم زينب في الجواب إنما هو بسبب أن اسمها كان هو المعروف المتداول لدى الجميع . . سؤال وجوابه : غير أن سؤالاً آخر قد يلح بطلب الإجابة عليه هنا هو : أنه إذا كان ذلك هو معنى كلمة : « وا ثمرة فؤاداه » وكذلك الحال إذا كانت قد قالت : وا ولداه ، فكيف توهم ذلك المسؤول أنها زينب ، وكيف قبل منه سائله هذا الجواب ، وهما يعلمان : أن المقتول هو ابن الحسين . وأن زينب هي أخت الحسين ، فلا يعقل أن يكون المقتول ولدها . ويمكن أن يجاب عن ذلك : أولاً : إنه ليس في كلامه ما يدل على قبوله ورضاه بذلك الجواب ، وإن كان قد سكت عنه فلعله أهمل الاعتراض عليه لعلمه - من خلال - هذه الإجابة بالذات - بجهله بتلك المرأة - وأنه إنما يردد اسماً سمعه كالببغاء ، ولم يكن المقام مقام جدال وأخذ ورد ، فإن الأمر أعجل من ذلك . ثانياً : لعل المجيب لم يسمع ما قالته تلك المرأة في ندبها لقتيلها ، فأرسل كلامه على عواهنه ، لأنه - ربما - لم يكن يُعرف في حرم الحسين إلا من