اسمها زينب أخته « عليه السلام » . وبالنسبة لكشف وجهها فلا يبعد أنه لم يكن يعرف أن شأن السيدة زينب يجل عن أن تكشف وجهها أمام الملاء ، وربما كان يقيس الأمور على نفسه وعلى أمثاله من الفسقة والفجرة الذين لا يرجعون إلى دين ولا ينتهون إلى وجدان . . هذا كله . . إن لم نسوغ لأنفسنا احتمال التحريف والسهو من قبل نقلة هذه الأخبار . . وقديماً قيل : ما آفة الأخبار إلا رواتها . . الوقفة الثالثة : الجمع بين الروايات : وقد يقال : إن نص هذه الرواية مضطرب ، بحسب نقلته فتارة تجد النص يقول : إنها قالت : وا ابن أخاه ، وآخر يقول : إنها كانت تقول : وا ولداه ، وا ثمرة فؤاداه . . مع تصريح ابن شهر آشوب بأن أم علي الأكبر كانت واقفة بباب الخيمة حين استشهاد ولدها . والجواب : أننا إذا أردنا الجمع بين نصوص هذه الرواية ، فمن الممكن لنا أن نقول : إن زينب « عليها السلام » قد خرجت وكانت تصيح : وا ابن أخيّاه . وأن أم علي الأكبر أيضاً قد خرجت وهي تصيح : وا ولداه ، وا ثمرة فؤاداه . فلعل هذا الراوي تحدث عن هذه ، وذاك تحدث عن تلك ، ولعله أيضاً قد خلط في حديثه بين المرأتين فنسب كشف الوجه إلى الحوراء زينب ، مع أن التي كشفت وجهها هي الأخرى قد خرجت مثلها ، وإنما كشفت تلك وجهها بسبب فقد السيطرة على نفسها لهول الكارثة .