الشيعة الإمامية في كتاب ( أوائل المقالات ) باب القول في البداء والمشيئة : البداء عند الإمامية هو الزيادة في الآجال والأرزاق والنقصان منهما بالأعمال . وتدل على هذا الآية 60 من سورة غافر ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) وروى الترمذي في سننه باب لا يرد القدر إلا الدعاء أن النبي قال : لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر . وبالتالي فقد اتفق السنة والشيعة بكلمة واحدة على أن أية صفة تستدعي الجهل وتجدد العلم فهي منفية عن الله سبحانه بحكم العقل والشرع ، سواء أعبرنا عنها بالبداء أو بلفظ آخر ، وعليه فلا يصدق القول بأن الشيعة أجازوا البداء ، على الله دون السنة ، لأن المفروض أن البداء المستلزم للجهل باطل عند الفريقين ، والبداء بمعنى الزيادة والنقصان في الأرزاق والآجال جائز عند الفريقين فأين محل النزاع والصراع ؟ هذا إلى أن الإمامية قد تشددوا في صفات الباري أكثر من جميع الفرق والطوائف ، وبالغوا في تنزيهه عن كل ما فيه شائبة الجهل والظلم والتجسيم والعبث وما إليه ، فلم يجيزوا على الله ما أجازه الأشاعرة وغيرهم من سائر الفرق الإسلامية الذين قالوا : بأن الخير والشر من الله ، وأنه سبحانه يكلف الإنسان بما لا يطاق ، وأنه تعالى علوا كبيرا يأمر بما يكره وينهى عما يحب ويفعل بدون غرض ( كتاب المواقف ج 8 للإيجي وشرحه للجرجاني ، وكتاب الفروق للقرافي ج 2 ، وكتاب المذاهب الإسلامية لأبي زهرة ) . كما أن الإمامية قد نفوا التجسيم عن الله الذي قال به الحنابلة ، ومنهم الوهابية الذين رووا عن النبي : لا تزال جهنم يلقى فيها وهي