ذلك لأن الله سبحانه يقول ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ) [1] فكما أن الإيمان بالله وحده لا يجدي صاحبه شيئا ما لم يكفر بكل معبود وإله سواه ، كذلك الاعتقاد بالولاية للإمام ( ع ) لا تتم إلا بالبراءة ممن ادعى الإمامة باطلا ونصب نفسه للناس علما . وإنما نتبرء منهما لأمور كثيرة منها : مخالفتهما لصريح حكم القرآن ولسنة رسول الله صلى الله عليه وآله كما ستقرؤه في هذا الكتاب مما ننقله من كتبكم . ومنها : ظلمهما لعلي أمير المؤمنين ( ع ) وغصبهما حقه من الخلافة وتقدمهما عليه فيها حتى أعلن الشكاية منهما في خطبته الشقشقية التي أبدى فيها تظلمه وتوجعه منهما وها هو يصف حاله في أيامهما فيقول في خطبته الشقشقية المذكورة في ( نهج البلاغة ) وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ج 1 صفحه 50 ط مصر عام 1329 مطبعة دار الكتب العربية الكبرى وهذا نصها : أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة [2] وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل [3] ولا يرقى إلي
[1] سورة البقرة الآية 256 . [2] قال ابن أبي الحديد في شرحه لهذه الخطبة في ج 1 منه : ابن أبي قحافة المشار إليه هو أبو بكر ، قوله : لقد تقمصها : أي جعلها كالقميص مشتملة عليه ، والضمير للخلافة ولم يذكرها للعلم بها كقوله سبحانه ( حتى توارت بالحجاب ) [3] قال : يعني رفعة منزلته عليه السلام كأنه في ذروة جبل أو بقاع مشرف ينحدر السيل عنه إلى الوهاد والفيظان .