نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 171
" ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " [1] وأمثاله ، والمكتوب في القلب والداخل فيه لا يجوز أن يكون هو القول اللساني ، ولا شئ من أعمال سائر الجوارح . وأما الثاني : فلما ثبت في أصول الفقه أن الاشتراك خلاف الأصل ، وقد تبين أيضا أن شيئا من أعمال الجوارح لا يجوز أن يكون جزءا من الإيمان ، لوجوب اجتماع الجزء والكل في محل واحد ، وامتناع كون القلب محلا لشئ من أعمال سائر الجوارح . البحث الثاني : الكفر هو إنكار صدق الرسول عليه السلام وإنكار شئ مما علم مجيئه به بالضرورة . والنفاق هو إظهار الإيمان والإسلام وإسرار الكفر . وأما الفسق فهو الخروج عن طاعة الله ورسوله في بعض الأوامر والنواهي الشرعية التي يجب امتثالها مع اعتقاد ذلك الوجوب ، وهو عند المعتزلة منزلة بين الكفر وبين الإيمان ، ولا يصدق عندهم على الفاسق أنه مؤمن ولا كافر ، وعند الحسن البصري أنه منافق . وعند جماعة من الزيدية والخوارج أنه كافر . وعندنا أنه مؤمن بإيمانه فاسق بفسقه . لنا : إن الفاسق من أهل الصلاة مصدق بالله ورسوله ودينه ، فكان مؤمنا .